ارتفاع أسعار الذهب وتأثيره على الشباب

كتبت- سلمى سمير:
قصة حسام: أحلام تتبدد بسبب الذهب
في حياة حسام، الذي يبلغ من العمر 32 عامًا، تبدو الأمور كأنها قسمة ونصيب. فقد تسببت الزيادة الكبيرة في أسعار جرام الذهب في تغيير مجرى حياته، حيث تبخرت آماله في الزواج من خطيبته بعد أن كانت أحلامه تتجه نحو بناء مستقبل مشترك. كان حسام قد بدأ العمل في عدة وظائف ليتمكن من شراء الذهب المطلوب، إلا أن الأمور لم تسر كما كان يأمل، ووجد نفسه محاصرًا بضغوطات مالية متزايدة.
تحديات خطوبة حسام
قبل أربعة أشهر، تقدم حسام لخطبة الفتاة التي يحبها، وقد اتفق مع أهلها على شراء جزء من "الشبكة" في بداية الخطبة، على أن يتم تدبير الباقي لاحقًا. لكن ارتفاع سعر الذهب الذي وصل إلى 4800 جنيه للجرام جعل حلمه يبدو بعيد المنال. فمع كل يوم يمر، يجد حسام نفسه بعيدًا عن تحقيق ما تم الاتفاق عليه، مما ألقى بظلاله على سعادته وأحلامه.
مكالمات غير مريحة
تلقى حسام مكالمة من والد خطيبته، الذي دعا إلى لقاء في أحد المقاهي. لم يكن اللقاء مريحًا، فقد شعر بالقلق عندما تذكر حديثه السابق مع الرجل حول تأجيل شراء باقي الذهب. وبعد حديث قصير، أخبره والد خطيبته بأنه سيضطر إلى فسخ الخطبة بسبب عجزه عن الوفاء بالتزاماته.
أثر الذهب في حياة الشباب السوري
من جهة أخرى، يبرز عزيز الأسمر، رسام سوري، الذي عبر عن مشاعره تجاه ارتفاع أسعار الذهب من خلال فنه. فرسم لوحة جدارية تحمل عنوان "وبعدين معك يا جرام الذهب" في مدينة إدلب، حيث يتواجد عدد كبير من النازحين. عزيز يستخدم فنه ليعكس معاناة الكثيرين الذين تأثرت حياتهم بارتفاع أسعار الذهب، مما جعل الزواج حلمًا بعيدًا.
عزيز ورحلة الرسم
عزيز، الذي كان في شبابه قادرًا على شراء 100 جرام من الذهب بسهولة، يجد أن ابنه اليوم يواجه تحديات أكبر، حيث تتطلب الموافقة على الزواج من الفتاة توفر كميات معينة من الذهب، مما يزيد الضغط على الشباب ويؤخر أفكارهم عن الزواج.
الذهب كحاجة وليس كترف
في مجتمع عزيز، أصبح الذهب وسيلة لتأمين المستقبل وليس مجرد ترف. فعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، إلا أن الناس لم يعودوا يتطلعون لشراء الذهب كما كانوا في السابق. بل أصبحت الأولوية لتعليم الأبناء وفي تأمين متطلبات الحياة الأساسية.
تحديات المتزوجين
حتى المتزوجون لم يسلموا من تأثير ارتفاع أسعار الذهب. فصديق عزيز، الذي استدان من معارفه لشراء الذهب، يجد نفسه الآن في مأزق بعد ارتفاع الأسعار، مما يزيد من أعبائه المالية. هذه القصة ليست فريدة، بل تعكس واقع الكثيرين في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
الذهب كوسيلة للبقاء
في النهاية، يبدو أن الذهب لم يعد مجرد رمز للثراء، بل تحول إلى وسيلة لتأمين حاجات الأسرة في أوقات الأزمات. ومع كل ارتفاع في الأسعار، يتزايد الضغط على الشباب، مما يجعل فكرة الزواج أكثر تعقيدًا وصعوبة.
دين الروح الحلقة 17