-

أثر ارتفاع أسعار البنزين على ميزانيات الأسر

أثر ارتفاع أسعار البنزين على ميزانيات الأسر
(اخر تعديل 2025-11-06 16:19:05 )
بواسطة

تأثير ارتفاع أسعار البنزين على ميزانيات الأسر المصرية

تجد وفاء عبد الرحمن، السيدة الخمسينية، نفسها في مواجهة تحدٍ يومي جديد، حيث تجلس في كل صباح لتدوين مصروفات أسرتها بعناية في دفتر صغير تحتفظ به على الطاولة. أصبح هذا الدفتر هو مرآة واقعها المالي، يسجل كل ما تنفقه الأسرة من مصروفات المواصلات والطعام، خاصة بعد أن شهدت أسعار البنزين ارتفاعًا كبيرًا في الآونة الأخيرة.

أعباء إضافية على الأسر

لقد تسببت الزيادة الأخيرة في أسعار البنزين في موجة من الضغوط على ميزانيات الأسر المصرية. هذه الزيادة لم تؤثر فقط على تكاليف المعيشة بشكل عام، بل جعلت بند المواصلات يلتهم جزءًا أكبر من الدخل الشهري. فعلى سبيل المثال، قررت لجنة تسعير المواد البترولية في منتصف الشهر الماضي رفع أسعار المحروقات بنحو جنيهين للتر، وهو ما أثر بشكل مباشر على حياة المواطنين.

أرقام مُقلقة

بحسب الأرقام الجديدة، وصل سعر لتر السولار إلى 17.5 جنيه، وبنزين 80 إلى 17.75 جنيه، وبنزين 92 إلى 19.25 جنيه، وبنزين 95 إلى 21 جنيهًا للتر. تقول وفاء، وهي أم لابنتين، إن الأيام الأخيرة أصبحت أكثر صعوبة، حيث أن تكاليف المواصلات قد استحوذت على جزء كبير من دخل الأسرة. تضيف: "الزيادة الأخيرة قلبت ميزان البيت كله."

أعباء المواصلات على العائلات

توضح وفاء أن مصروف المواصلات الشهري لابنتها الكبرى ارتفع بنحو 500 جنيه، ليصل إلى 2000 جنيه بدلاً من 1500 جنيه. وتقول: "قبل زيادة أسعار البنزين، كانت المشاوير أوفر بكثير، لكن الآن الأجرة زادت في جميع الخطوط، فقد كانت المواصلات بـ 8 جنيهات وأصبحت بـ 10 جنيهات، مما جعل المصروفات الشهرية تصل إلى 2000 جنيه لمواصلات بنت واحدة فقط."
بارينيتي الحلقة 85

معاناة أخرى

تواجه ابنتها الثانية، التي تدرس في المرحلة الثانوية، نفس المعاناة، حيث كانت تصرف 90 جنيها يوميًا على المواصلات، والآن أصبحت 110 جنيهات رغم أنها تذهب للمدرسة 3 أيام فقط في الأسبوع. تشير وفاء إلى أن الزيادة لم تقتصر على المواصلات فقط، بل شملت أيضًا الطعام والمشروبات اليومية، مما دفع الأسرة إلى إعادة حساباتها في كل تفاصيل حياتهم.

تجارب أخرى

من جهة أخرى، يشارك علي محمد، الذي يبلغ من العمر 31 عامًا، تجربته مع ارتفاع أسعار البنزين. يقول: "لقد ارتفعت تكاليف المعيشة بشكل ملحوظ، حيث كنت أنفق حوالي 250 جنيهًا على المواصلات شهريًا، والآن أصبح المبلغ يصل إلى 350 جنيهًا، دون احتساب مصروفات الطعام في العمل."

تأثير على الحياة اليومية

يضيف علي: "كل شيء أصبح أغلى، لذا بدأت أتنازل عن بعض الأنشطة البسيطة مثل الخروج مع الأصدقاء أو الذهاب مع زوجتي في نزهة أسبوعية، التي أصبحت الآن مرتين في الشهر فقط". ومع ذلك، تحاول أسرته الصغيرة الحفاظ على نمط حياة مستقر، لكن استمرار ارتفاع الأسعار جعل الأمر أكثر صعوبة.

تحديات جديدة في الإسكندرية

في الإسكندرية، يواجه محمود عبد النبي، الموظف الحكومي، الوضع نفسه. الزيادة الأخيرة في أسعار البنزين أجبرته على إعادة تنظيم تنقلاته اليومية لتقليل النفقات. يقول: "أستخدم السيارة في أضيق الحدود، فقط للذهاب إلى العمل أو توصيل عائلتي، وأقودها للضرورة فقط".

تكاليف مرتفعة

يشير عبد النبي إلى أن تكلفة تعبئة الوقود قد ارتفعت بأكثر من 200 جنيه، حيث كان يملأ خزان سيارته بـ 600 جنيه، والآن يحتاج لأكثر من 800 جنيه لنفس الكمية، وهو ما يمثل فارقًا كبيرًا في المصروف الشهري.

معاناة الطلاب

أما شهد عبد العظيم، الطالبة الجامعية من محافظة سوهاج، فتصف معاناتها مع المواصلات بأنها أصبحت عبئًا حقيقيًا بعد ارتفاع أسعار الوقود. تقول شهد: "أستخدم توك توك من منزلي للموقف بـ 50 جنيها، ثم أتبعها بعربية أجرة للمدينة بـ 18 جنيها، بالإضافة إلى وسيلة أخرى للكلية بـ 5 جنيهات، وهذا يوميًا." وتضيف أن بند المواصلات بمفرده يستهلك جزءًا كبيرًا من مصروفها.

التحدي المستمر

تقول شهد: "التحرك اليومي للجامعة أصبح تحديًا حقيقيًا، وعلينا أن نوازن بين التعليم والمصاريف التي تزداد بشكل يومي." في النهاية، تبقى معاناة الأسر المصرية مشتركة، حيث تضغط الظروف الاقتصادية على الجميع، مما يجعل من الضروري إيجاد حلول مبتكرة للتعامل مع هذه الأعباء المتزايدة.