-

أهمية الحوار في قضايا الدين

أهمية الحوار في قضايا الدين
(اخر تعديل 2025-03-10 23:16:18 )
بواسطة

أهمية الحوار في قضايا الدين

كتب- محمد قادوس:

الرأي والرأي الآخر

أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، على ضرورة وجود مساحة للحوار والنقاش بين الآراء المختلفة، مشددًا على أهمية أن يكون هذا النقاش قائمًا على الاحترام المتبادل، وليس على الهجوم والشتائم. وأشار إلى موقف الإمام الشافعي عندما زار العراق والتقى بتلميذه أحمد بن حنبل، الذي كان يتمسك برأيه القائل بأن تارك الصلاة، سواء كان ذلك عن كسل أو عمد، يعد كافرًا.

ردود الإمام الشافعي

في هذا السياق، رد الإمام الشافعي على تلميذه قائلاً: "يا أحمد، ما تقول في تارك الصلاة؟" فأجاب أحمد: "كافر". فسأله الشافعي: "كيف يدخل الإسلام؟" فأجابه: "بالشهادة". ولذا، كان الرد هنا متعلقًا بالدين وبناءً على النصوص الشرعية، وليس من خلال الهجوم أو الاتهام.

أزمة البحث العلمي

وأشار كريمة إلى وجود أزمة خطيرة تتعلق بعدم وجود بحوث علمية كافية في الأمور الدينية، مما يزيد من سوء الفهم ويعزز من الانقسامات. فالتعامل مع قضايا الدين يحتاج إلى فكر علمي وأكاديمي، بعيدًا عن العواطف والتجريح.

آراء علماء الأزهر

في وقت سابق، تناول الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، موضوع حكم تارك الصلاة عن كسل. فقد أوضح أن لا أحد يمتلك السلطة لتكفير الآخرين إلا الجهات القضائية، التي تتحقق من الأمور وتصدر أحكامها بناءً على الأدلة المتاحة. وأكد أن هناك منطقة وسطى يجب أن نتفهمها، حيث أن تارك الصلاة بسبب الكسل، الذي لم ينكر فرضية الصلاة، لا يمكن اعتباره كافرًا.

الدفن والتفريق بين المسلمين

وشدد علام على أن فتاوى العلماء لم تتناول رفض دفن تارك الصلاة في مدافن المسلمين أو التفريق بينه وبين زوجته، مما يعد تجاوزًا غير مبرر.

فهم مفهوم الكفر

كما أشار إلى أن مفهوم خروج تارك الصلاة عن الملة ينطبق فقط على الشخص الجاحد الذي ينكر فرضية الصلاة بشكل قاطع. وهذا يسلط الضوء على أهمية الفهم الصحيح للدين.

حكم ترك الصلاة عمدًا

وفي نفس السياق، تحدث الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عن حكم ترك الصلاة عمدًا. حيث اعتبر أن تأخير الصلاة عن وقتها يعد إثمًا عظيمًا، فما بالك بتارك الصلاة بشكل كامل. وأوضح أن من ينكر وجود الصلاة ويقول "لا يوجد صلاة"، يدخل في دائرة الكفر، بينما من يتركها تكاسلًا وهو يدرك أنها عبادة عظيمة، فهو عاصٍ، وعلينا أن ندعو له بالهداية.


يوم آخر الحلقة 7