-

أهمية طلب العلم في الإسلام

أهمية طلب العلم في الإسلام
(اخر تعديل 2025-12-09 18:16:30 )
بواسطة

طلب العلم: واجب على كل مسلم

يعتبر طلب العلم أحد الواجبات الأساسية على كل مسلم، حيث يُعد العلم بمثابة الزاد الذي يحتاجه الإنسان في رحلته نحو الآخرة. ففي هذا السياق، أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الفلاح الحقيقي يكمن في سعي المسلم نحو معرفة أحكام دينه، وأنه من الضروري أن يسأل ويستفتي عند عدم اليقين، ثم يعمل بما أُشير إليه من فتاوى.

خطورة الفتوى وأهمية التحقق

أشار الشيخ عثمان إلى أهمية التمسك بالحذر عند إصدار الفتاوى، مستشهدًا بكلمات الصحابيين الجليلين، عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود، الذين قالوا: "من أفتى في كل ما يسأل عنه فهو مجنون". هذا تذكير بأن على العلماء أن يتأكدوا من صحة المعلومات قبل إصدار الفتوى، وذلك للحفاظ على مصداقية علمهم ومكانتهم في المجتمع.

التواضع والخوف من الله

في برنامج "فتاوى الناس" الذي يُذاع على قناة "الناس"، ذكر الشيخ عويضة أن الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه كان يتردد في الفتوى، ويقول: "لولا الفرق من الله أن يضيع العلم ما أفتيت". هذا يعكس الخوف من الله الذي كان يحمله، حيث يجب على كل عالم أن يتحلى بالتواضع ويكون واعيًا للمسؤولية الملقاة على عاتقه. ففتوى خاطئة قد تحمل تبعات خطيرة على المستفتي، لذا يجب التريث والتأكد.

صفات العلماء الحقيقيين

تطرق الشيخ إلى خصائص العلماء الذين يتحلون بالتقوى والوقار، مُستشهدًا بقول سيدنا عطاء بن السائب، الذي قال: "لقد أدركت أقوامًا كان أحدهم يرتعد وهو يفتي خوفًا من الخطأ وتحمل الوزر". هذا يظهر كيف أن العلماء ينبغي أن يشعروا بثقل المسؤولية عند تقديم الفتاوى.

الوسطية في الدين

وحذر الشيخ عويضة من التجرؤ على الفتوى دون علم، مشيرًا إلى أهمية الوسطية في الدين الإسلامي. فلا ينبغي الإفراط في التشدد أو التراخي في الأمور. كما قال الله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطًا". الوساطة هي المنهج الذي ينبغي أن يتبعه المسلمون في جميع أمور حياتهم.
السعادة العائلية الحلقة 9

وفي الختام، فإن طلب العلم والتأكد من الفتاوى هي خطوات ضرورية لضمان سلامة الدين وتطبيقه بشكل صحيح في حياة الفرد والمجتمع.