-

انتهت الرحلة ولا يزال الغموض.. هل قتل "الدب

انتهت الرحلة ولا يزال الغموض.. هل قتل
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- محمد صفوت:

انتهت رحلة قائد فاجنر يفجيني بريغوجين، بسقوط طائرته وإعلان قائمة بأسماء ضحايا تحطم الطائرة المدنية في مقاطعة تفير الروسية، وذلك بعد 60 يومًا من تزعمه تمردًا دراماتيكيًا ضد النظام الروسي.

لم يصدر أي تعليق بعد من الكرملين الذي قاد بريغوجين تمردًا ضده في 23 يونيو الماضي، كما لم يصدر أي تصريح رسمي يوضح تفاصيل تحطم طائرة زعيم فاجنر، واكتفى الجانب الروسي بالبيان الذي نشرته وكالة الطوارئ الذي كشف عن أسماء ركاب الرحلة المنكوبة وهم "قائد فاجنر يفجيني بريغوجين، ومؤسس مجموعة فاجنر دميتري أوتكين، ويفجيني ماكاريان، وسيرجي بروبوستين، وألكسندر توتمين، وفاليري تشيكالوف، ونيكولاي ماتوسيف" فضلاً عن طاقم الطائرة المكون من 3 أشخاص.

لا يزال الغموض يحيط بتفاصيل الحادث الذي انهى حياة قائد فاجنر، إذ تتهم وسائل إعلام تابعة لبريغوجين، أنظمة الدفاع الجوي الروسية بإٍسقاط الطائرة وقالت قناة تابع لزعيم فاجنر، إن الطائرة تم إسقاطها في سماء روسيا، في ضربة موجهة. وكتبت قناة "جراي زون" على تليجرام، أن دفاعات مضادة للطائرات أسقطت الطائرة فوق منطقة تفير.

تكهنات حول مقتله

مع صمت النظام الروسي بشأن التعليق على الحادث من الأساس انتشرت تكهنات حول اغتيال زعيم فاجنر الذي تمرد على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الغموض الذي أحاط بالحادث عزز التكهنات حوله.

صحيفة "واشنطن بوست" نقلت في تقرير لها اليوم الخميس، عن شهود عيان قولهم، إنهم سمعوا دوي انفجارين قويين قبل تحطم الطائرة وسقوطها، الأمر الذي عزز فرضية احتمالية أن يكون الحادث مدبرًا.

التكهنات لم تتوقف بعد، حيث كتبت قناة "جراي زون" على تليجرام: "رئيس مجموعة فاجنر.. بطل من روسيا.. وطني حقيقي لوطنه الأم.. يفغيني فيكتوروفيتش بريغوجين قُتل نتيجة أفعال خونة لروسيا"، وزعمت قنوات مؤيدة لبريغوجين على تليجرام، أن الطائرة أسقطتها أنظمة الدفاع التابعة للجيش الروسي.

ورجحت بعض المصادر لوسائل إعلام روسية محلية ورسمية، أن الطائرة أسقطت بصاروخ أرض جو أو أكثر.

الطائرة لم تصدر تحذيرات قبل سقوطها بـ 30 ثانية

بدورها أفادت وكالة "رويترز" للأنباء، اليوم الخميس، بأن الطائرة التي كانت تقل قادة فاجنر وتحطمت في روسيا لم تصدر أي علامة على وجود مشاكل أو أعطال حتى آخر 30 ثانية قبل سقوطها بشكل حاد، وفقًا لمواقع تتبع حركة الطيران.

ونقلت "رويترز" عن إيان بيتشنيك من موقع "فلايت رادار 24" لتتبع حركة الطائرات، قوله إنه حتى الساعة 3:16 مساء بتوقيت جرينتش انحدرت الطائرة إلى أسفل بشكل عمودي مفاجئ، وفي خلال 30 ثانية فقط هبطت الطائرة التي كانت تقل قادة فاجنر أكثر من 8 آلاف قدم بعدما كانت تحلق على ارتفاع 28 ألف قدم.

وأضاف بيتشنيك، إن كل هذا حدث بسرعة، مضيفًا أنه ربما كانوا يتصارعون مع الطائرة لكن هبوطها لم يكن يشير إلى وجود أي أخطاء أو أعطال في الطائرة. وأظهر مقطع فيديو الطائرة وهي تهبط بسرعة ومقدمتها تتجه بشكل عمودي نحو الأرض وخلفها عمود من الدخان أو البخار.

الشركة المصنعة للطائرة، أكدت لرويترز، إنها لم تقدم أي خدمات أو دعم فني للطائرة خلال السنوات الأخخيرة. وقال مصدر مطلع في الصناعة إن الطائرة الفاخرة تم التعرف عليها على موقع "فلايت رادار 24" وتحمل رقم "RA-02795"، وهي نفس الطائرة التي أقلت قائد فاجنر بعد التمرد إلى بيلاروسيا.

بدوره سجل موقع "فلايت رادار 24" موقع الطائرة لآخر مرة عند الساعة 3:11 مساء بتوقيت جرينتش، وذكر أن التشويش أو التداخل في المنطقة أدى إلى إبطاء عملية جمع المزيد من البيانات عن الطائرة.

وأشار الموقع الخاص بتتبع حركة الطيران، إلى أنه تلقى البيانات النهائية عن الطائرة عند الساعة 3:20 مساء بتوقيت جرينتش، وذلك بعد تسجيل هبوط حاد في مسارها خلال 30 ثانية فقط.

ضربة صاروخية محتملة

بعد الهبوط الكارثي الذي أدي لمصرع كل من كان في الطائرة، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير لها، الأسباب التي ترجح الهبوط بهذه الطريقة، اعتمادًا على بيانات مواقع تتبع حركة الطيران وبالحديث مع خبراء في هذا الشأن.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن الرئيس التنفيذي لشركة "Aero Consulting Experts" روس أيمر، قوله، إن البيانات المتاحة حاليًا تشير إلى احتمالية أن الطيار فقد السيطرة على الطائرة لسبب ما.

وأوضح أن تقلب الطائرة في الهواء بهذه الطريقة قبل تحطمها يرجح أنها تعرضت لعطل أو ضربة صاروخية أدت لتفكك جزء منها، مشيرًا إلى أن الطيار الذي يسيطر على طائرته لن يطير لارتفاع يصل إلى أكثر من 9 آلاف متر ثم يهبط بسرعة، لكن بيانات المتاحة حاليًا عن تلك الرحلة تشير إلى أن الطائرة المحطمة قد فعلت ذلك.

سيناريو اغتيال قائد فاجنر

ذهبت مجلة "إنسايدر" الأمريكية، إلى سيناريو اغتيال قائد فاجنر، حيث اعتبرت أن أمير الحرب الذي ينحرف ويطعن راعيه السياسي في الظهر ثم يموت في حادث تحطم طائرة يبدو أمرًا مبالغًا فيه بعض الشيء مقارنة ببعض البدائل الأخرى.

ونقلت عن الأستاذ المساعد في كلية سانفورد للسياسة العامة بجامعة ديوك ومؤرخ الاتحاد السوفيتي والعلاقات الأمريكية السوفيتية سيمون مايلز، قوله، إن الاغتيال الذي أمر به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمثل "أفضل تفسير" لتحطم الطائرة التي كانت تنقل قادة فاجنر.

كما رجح، الأستاذ في جامعة جنوب كاليفورنيا روبرت إنجليش، اغتيال قادة فاجنر، قائلاً إنه ليس متعجبًا من انتقام بوتين، مضيًا أن الجميع كان يتوقع ذلك وقد حدث بعد مرور شهرين بالتمام من حادث التمرد الفاشل.

ونقلت المجلة الأمريكية، مقطع فيديو للرئيس الروسي، تم تداوله بعد التمرد الفاشل، أكد خلاله أنه لن يغفر أو يتسامح مع الخيانة.

“Does one need to be able to forgive?”
“Yes, but not everything.”
“What can t be forgiven.”
“Betrayal.” pic.twitter.com/lelXsOcPSV

— Julia Ioffe (@juliaioffe) August 23, 2023

مصادر بريطانية ترجح اغتياله

من جانبها نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مصادر دفاعية واستخباراتية بريطانية قولها، إن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "FSB" استهدفت طائرة قائد فاجنر، في خطوة تهدف إلى تعزيز موقف القادة العسكريين الروسي التي انتقدها بريغوجين علنًا مرارًا وتكرارًا.

ويعرف عن جهاز الاستخبارات الروسي ولائه لبوتين حيث أمضى الرئيس الروسي معظم حياته المهنية المبكرة في العمل لصالح وكالة الاستخبارات السوفييتية "KGB" قبل أن تتحول إلى جهاز الأمن الروسي في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي.

وهناك مزاعم واتهامات وجهت إلى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، بالتخلص من معارضي بوتين، منها تسميم أليكسي نافالني في سيبيريا في أغسطس 2020.