حكم التحول في لون البشرة شرعًا
حكم التحول في لون البشرة شرعًا
كتب- محمد قادوس:
أهمية الموضوع في السياق الشرعي
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن مسألة التحول أو العبور تتضمن العديد من الأشكال التي قد تثير تساؤلات حول جوازها شرعًا. فالتغيرات التي يرغب البعض في إحداثها في أجسادهم، خصوصًا ما يتعلق بلون البشرة، ليست مجرد اختيارات شخصية، بل تدخل في نطاق الأحكام الشرعية التي يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار.
ليلى مدبلج الحلقة 81
التغيرات الجسدية والأسباب الطبية
في حديثه خلال حلقة برنامج "بيان للناس" المذاع على قناة "الناس"، أوضح علام أن من بين الأمثلة التي يمكن أن تطرح، هي حالة شخص من ذوي البشرة السمراء الذي يرغب في تغيير لونه ليصبح ذو بشرة بيضاء باستخدام مواد تثبط الميلانين تحت الجلد. وأكد أنه لا يجوز هذا التغيير إلا إذا كان هناك مرض معين يتطلب ذلك.
العمليات الجراحية التجميلية
وأشار المفتي السابق إلى أن أي إجراء من هذا القبيل، الذي لا يرتبط بمرض أو ضرر طبي محقق، يُعتبر عبثًا وليس جائزًا شرعًا. لهذا، فإن العمليات الجراحية التجميلية تُقبل فقط إذا كانت تهدف إلى إزالة ضرر أو معالجة مرض معين، وليس لتحسين الشكل أو المظهر الخارجي بلا ضرورة طبية. وقد أكد العلماء على قاعدة "لا ضرر ولا ضرار" في الإسلام، وهو مبدأ أساسي يجب مراعاته.
التنوع الإنساني والحكمة الإلهية
وتابع الدكتور شوقي علام قائلاً: "إذا كان الشخص يرغب في تغيير لون بشرته دون وجود ضرر صحي، فهذا يتعارض مع الحكمة الإلهية في خلق التنوع بين البشر. الله سبحانه وتعالى خلق هذا التنوع لحكمة، والعبرة ليست باللون أو الشكل أو الحجم، بل بالقيم والتقوى والعمل الصالح".
التفضيل في الإسلام
كما أكد على أن التفضيل في الإسلام لا يكون إلا بالتقوى والعمل الصالح، مشيرًا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى". وأوضح أن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم، بل إلى قلوبكم.
القيم والأخلاق كمعايير للتميز
في ختام حديثه، أكد الدكتور شوقي علام أن القيم والأخلاق والمبادئ هي التي تميز الإنسان عن الآخر، بغض النظر عن لون بشرته أو جنسه أو لغته أو دينه. فالتنوع هو جزء من خلق الله، ويجب علينا أن نحتفي به بدلاً من محاولة تغييره.