رحمة الشريعة الإسلامية ويُسرها في حياة المسلم

رحمة الشريعة الإسلامية ويُسرها في حياة المسلم
في حديث رمضاني مميز، أكد الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الشريعة الإسلامية تتسم بالرحمة والتخفيف، سواء في التشريع أو في التطبيق العملي. إن التأمل في أسس الإسلام يظهر بجلاء أن هذا الدين العظيم يركز على اليسر والسهولة في حياة الناس.
الرحمة وتخفيف المشقة في القرآن الكريم
خلال ظهوره على قناتَي DMC والناس الفضائيتين، استشهد فضيلته بآيات من القرآن الكريم تُظهر هذا المعنى بوضوح، مثل قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة: 185). كما أكد على أهمية التخفيف في آيات أخرى مثل: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنكُمْ} (النساء: 28) و {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (الحج: 78).
تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم
لم يكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم مجرد رسول، بل كان نموذجًا حيًا للتطبيق العملي لهذا اليسر. فقد قال: «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه»، مما يعكس روح التخفيف والرحمة في الإسلام. كما رواى أنس بن مالك رضي الله عنه موقفًا يوضح مراعاة النبي لأحوال الناس، حيث رأى شيخًا كبيرًا يمشي متكئًا بين ابنيه، فقال: «إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني».
موقف النبي من صلاة التراويح
فيما يتعلق بأحكام الصلاة، أشار المفتي إلى موقف النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة التراويح، حيث صلاها بالناس عدة ليالٍ، ثم امتنع عن الخروج إليهم خشية أن تفرض عليهم، فقال: «قد رأيت الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها».
الشريعة الإسلامية ورفع الحرج
إن الشريعة الإسلامية لم تكن يومًا مرهقة للمكلفين أو مقيدة لحرياتهم، بل جاءت لتنظيم شؤون حياتهم. وقد ورد في قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (البقرة: 286) تأكيد على هذا المعنى. كما أشار إلى أن العلماء قد وضعوا قواعد فقهية تعكس يسر الشريعة مثل: الأمور بمقاصدها، والضرر يزال، والمشقة تجلب التيسير.
زهور الدم الحلقة 434
الرخص الشرعية ومرونة الشريعة
تتحدث الشريعة الإسلامية أيضًا عن الرخص الشرعية التي تحمل معاني الرحمة، مثل إسقاط الصلاة عن الحائض والنفساء، وتقليل بعض التكاليف، كقصر الصلاة الرباعية في السفر. كما يوجد أحكام بدلًا من تعذر تطبيقها، مثل التيمم عند فقد الماء.
ختامًا: دعوة للتيسير والرحمة
في ختام حديثه، أكد فضيلته أن الشريعة الإسلامية دائمة التفاعل مع ظروف الإنسان من مرض وسفر وفقر ونسيان، رافعة للحرج ودافعة للعنت. كما دعا الله تعالى أن يرزقنا الفقه في الدين، وأن يجنبنا الغلو والتشدد، مشددًا على أهمية الالتزام باليسر في كل جوانب الحياة.