الطفل المعجزة يتعافى من ورم دماغي قاتل دون تدخل
كتبت- نرمين ضيف الله
الورم الأرومي الدبقي نوع من السرطان يبدأ على هيئة نمو للخلايا في الدماغ أو الحبل النخاعي، وينمو هذا الورم سريعا ويمكنه غزو أنسجة الجسم السليمة وتدميرها، ويتكون الورم الأرومي الدبقي من خلايا تسمى الخلايا النجمية تدعم الخلايا العصبية.
وقد تحدث الإصابة بالورم الأرومي الدبقي في أي مرحلة عمرية، وتشمل أعراض الورم الأرومي الدبقي نوبات صداع مستمرة التفاقم والغثيان.
هذا الورم سريعا جدا بالفعل وفتاك، ويؤدي عموما إلى وفاة المريض خلال فترة تراوح ما بين تسعة أشهر و12 شهرا بعد اكتشافه.
لوكا يتحدى الورم
ورغم ذلك، فالطفل البلجيكي لوكا البالغ من العمر 13 عاما، تحدى كل التوقعات، إذ اكتشفت إصابته بهذا المرض غير القابل مبدئيا للشفاء عندما كان في السادسة، ولكنه تعافى منه، إذ لم تعد علامات الورم تظهر في دماغه.
ووفقا لما جاء في "the sun"، قال جاك غريل طبيب "الطفل المعجزة" الذي يتولى إدارة برنامج أورام الدماغ في قسم سرطان الأطفال في مركز غوستاف روسي لمكافحة السرطان جنوب باريس في حديث لوكالة فرانس برس "لقد فجر لوكا كل عدادات الحياة".
الطفل يخضع لتجربة علاج جديد
وأضاف طبيب الأطفال أنه أبلغ والدي لوكا قبل سبع سنوات أن ابنهما سيموت، وفي ذلك اليوم انتقلت عائلته إلى فرنسا لتمكينه من تلقي العلاج، وكان الطفل الصغير من أوائل المرضى الذين انضموا إلى تجربة سريرية لاختبار دواء جديد هو علاج استهدافي.
وفي هذا الوقت، تجاوب لوكا مع العلاج بشكل ملحوظ، وأظهرت نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي مرة بعد مرة للدكتور غريل أن "الورم اختفى تماما".
ورغم ذلك، لم يجرؤ، رغم هذه النتائج الخيالية، على اتخاذ قرار بإيقاف الدواء، إلى أن أدرك قبل عام ونصف أن الطفل نفسه توقف عن تناوله.
وحاليا يبحث الباحثون عن معرفة سبب تعافي لوكا، وكيفية تحويل حالته الطبية إلى أمل لمئات الصغار في المستقبل.
وأيضا هناك عشرة أطفال آخرين شملتهم التجربة السريرية ومازالوا على قيد الحياة بعد سنوات من اكتشاف إصابتهم، وتجاوز متوسط عمرهم المتوقع العمر الذي تورده الإحصاءات، لكن أورامهم لم تختف كليا.
ووجد أيضا باحث في المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية (Inserm)، أن "ورم لوكا كان متحورا نادرا جدا".
وأكمل: "نعتقد أن هذا المتحور هو الذي جعل خلاياه السرطانية أكثر تأثرا بالدواء".
وقالت الأستاذة والباحثة المشرفة على هذا العمل ماري آن ديبيلي لوكالة فرانس برس: "إن حالة لوكا تفتح أملا حقيقيا، وسنحاول مخبريا إعادة إنتاج التغيرات التي رصدناها في خلاياه".
كما تسعى الفرق الطبية إلى أن تكتشف ما إذا كانت تغيرات الحمض النووي التي ظهرت لدى لوكا، تؤدي أيضا إلى تقلص أورام مرضى آخرين بمجرد "إعادة إنتاجها" لديهم.
وإذا تبين أن الأمر كذلك، ستكون الخطوة التالية إيجاد الدواء الذي يحدث تأثير هذه التغيرات الخلوية نفسه على الخلايا السرطانية ".