"جيش الاحتلال قتل شعبه".. شهود إسرائيليون
كتبت- سلمى سمير:
في الوقت الذي تنسب فيه إسرائيل مسؤولية جميع أحداث عملية طوفان الأقصى في الـ 7 من أكتوبر منها مقتل 1400 إسرائيلي بينهم مدنيين قالت الدولة العبرية إن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس قامت بتصفيتهم خلال اشتباكات دارت في المستوطنات المتواجدة بغلاف قطاع غزة خلال أول يومين للعملية، خرجت تقارير أجنبية تفيد بأن قوات الجيش الإسرائيلي هي من أطلقت النيران عليهم وليست القسام.
ماذا قال الشهود الإسرائيليين؟
في حديثها مع برنامج "هابكور هزيه" الإذاعي بقناة "كان" العبرية قالت ياسمين بورات وهي إحدى المستوطنات الذين احتجزتهم حماس في الـ7 من أكتوبر داخل المستوطنات الزراعية المحيطة بغلاف قطاع غزة "الكيبوتس" إن الجيش الإسرائيلي هو من أطلق النار على الأسرى الإسرائيليين وليس مقاومي القسام رغم حملهم للأسلحة.
"قتلت القوات الإسرائيلية المقاتلين والأسرى على حد سواء" تحدثت بورات عن عن لحظة تصفية الجيش الإسرائيلي لأفراد شعبه الذي يفترض أنه جاء لإنقاذهم مع إطلاقه وابل من الأعيرة النارية لحظة وصوله إلى أماكن احتجاز الأسرى الإسرائيليين في المستوطنات، والتي سقط على إثرها عدد من القتلى بين عناصر المقاومة والأسرى في معركة شرسة استمرت نصف ساعة سلمت بورات نفسها بعدها للقوات الإسرائيلية.
وأضافت الأم لـ 3 أطفال أنها رأت قذائف الهاون ومئات الطلقات النارية تتناثر في الهواء نصف ساعة كاملة نجت منها بأعجوبة وسلمت بعدها نفسها للجيش الإسرائيلي، ويشار إلى أن حديث ياسمين بورات لم يضمنه البرنامج في نسخته على منصات التواصل الاجتماعي.
في تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية، ذكر نائب قائد كتيبة احتياط مدرعة أنه وجنوده أطلقوا المدفعية من الدبابات تجاه المنازل المتواجدة في المستوطنات التي اقتحمتها القسام واستولت عليها بشكل مؤقت، قائلًا "لم يكن لدينا خيار".
وتابعت الصحيفة في حوار لأحد صحفييها مع توفال، أحد الناجين من الكيبوتس، أن زوجته اتصلت به وكان صوتها يرتجف وسط مجزرة مارسها الجيش الإسرائيلي في الكيبوتس حيث كانت محاصرة في المنزل حيث أطلق الجيش الإسرائيلي المدفعية تجاه جميع المنازل.
وأضافت الصحيفة أن القادة الميادنيين اتخذوا قرارات صعبة من أجل القضاء على عناصر المقاومة الفلسطينية مدركين الثمن الباهظ حيث قتل 112 شخصًا في البئيري منهم جثة أم وابنها عثر عليهما في أحد المنازل المقصوفة في مستوطنات غلاف غزة.
رواية الشهود الإسرائيليين تدحض رواية الجيش الإسرائيلي الذي قال إن رجال كتائب القسام قاموا بذبح 112 إسرائيليًا مدنيًا داخل المستوطنات، لكن جنود الجيش الإسرائيليين الذين شهدوا الأحداث قالوا إن الجيش الإسرائيلي أطلق المدفعية على المباني التي اختبأ فيها رجال القسام مع الأسرى الإسرائيليين، وذلك حسب مقال نشره كيكي كيرزينباوم بصحيفة "الجارديان" البريطانية.
قُتلوا جراء القصف الإسرائيلي للمنطقة
وأشارت صحيفة "موندويز" أن كثيرين من الأسرى الإسرائيليين كانوا على قيد الحياة بعد يومين كاملين من أحداث الـ 7 من أكتوبر، لكنهم قتلوا جراء القصف الإسرائيلي العنيف للمنطقة في حسابات عسكرية مدروسة خطط لها الجيش الإسرائيلي في سبيل القضاء على المقاومة الفلسطينية، مضيفة أن مقاومي كتائب القسام كانوا يختبئون مع الأسرى الإسرائيليين في المباني التي أُطلق عليها قذائف الدبابات.
وأكد تقرير الصحيفة أن المباني أُطلقت المدفعية عليها من مسافة قريبة، ملمحة إلى ضرورة التحقيق في ملابسات مقتل هؤلاء المدنيين الذين يتم اتخاذهم كذريعة لتدمير قطاع غزة وقتل آلاف المدنيين.
تدرأ تهمة قتل الأسرى عن كتائب القسام، لمصلحتهم الشخصية في مقايضة الأسرى الإسرائيليين بالمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيليين، قائلًا إن إسرائيل مستعدة لتعريض حياة جنودها ومواطنيها للخطر بدلًا من مشاهدة فرحة الحرية في قطاع غزة، حسب ذكرت صحيفة "ذا كراديل" التي استشهدت بحفاظ حركة حماس على جندي إسرائيلي يدعى جلعاد شاليط أسرته الحركة لمدة 5 سنوات إلى أن وافقت إسرائيل على مبادلته بألف أسير فلسطيني بينهم الزعيم السياسي الحالي لحماس يحيى السنوار.