آراء العلماء حول نزول القرآن الكريم

آراء العلماء حول نزول القرآن الكريم

كتب - علي شبل:

في حديث مثير حول مسألة نزول القرآن الكريم، قام الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر، بتسليط الضوء على آراء وتفسيرات العلماء، حيث تساءل: هل نزل كلام الله العزيز جملة واحدة، أم كان ينزل تفصيلاً على النبي صلى الله عليه وسلم حسب الأحداث والمواقف المختلفة؟

نزول القرآن في شهر رمضان

يشير فضيلة المفتي الأسبق إلى أن شهر رمضان المبارك يتميز بعدد من الخصائص الفريدة، ومن أبرزها "نزول القرآن الكريم فيه"، كما جاء في قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185]. ويؤكد أيضًا على ما ورد في قوله سبحانه: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ﴾ [الدخان: 3]، وأيضًا ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ القَدْرِ﴾ [القدر: 1].

تفسيرات نزول القرآن

أوضح الدكتور علي جمعة عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أن هناك عدة تفسيرات تتعلق بمعنى نزول القرآن في شهر رمضان، وبالأخص في ليلة القدر، ومن أبرز هذه التفسيرات:

التفسير الأول

يذهب هذا التفسير إلى أن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم جملة واحدة إلى السماء الدنيا، وقد استند هذا الرأي إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أُنزل القرآنُ في ليلة القَدْرِ جملة واحدة إلى سماء الدنيا، وكان بمواقع النجوم، وكان الله ينزله على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعضه في إثر بعض» [الحاكم في المستدرك، والبيهقي في سننه].

التفسير الثاني

يعتقد البعض أن القرآن نزل إلى السماء الدنيا في عشرين ليلة قدر، أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين، حسب الاختلافات في مدة مكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعد البعثة. وفي كل ليلة قدر، ينزل ما يقدِّر الله إنزاله، ثم نزل بعد ذلك منجمًا على مدار السنة.

التفسير الثالث

ويوضح تفسير آخر أن بداية نزول القرآن كانت في ليلة القدر، ثم استمر نزوله بشكل متفرق في أوقات مختلفة. وهذا الرأي ينسب إلى الشعبي.

التفسير الرابع

ينص هذا التفسير على أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة، وأن الملائكة قامت بتنزيله على جبريل في عشرين ليلة، ومن ثم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم على مدار عشرين سنة.

استنتاجات العلماء

تجدر الإشارة إلى أن المعتمد في هذا الشأن هو أن جبريل كان يعارض النبي في رمضان بما ينزل عليه طوال السنة، كما روى ابن عباس. وقد أشار الماوردي إلى هذا الأمر أيضًا.

في النهاية، تبقى آراء العلماء حول نزول القرآن الكريم مثار اهتمام كبير، حيث تعكس عمق الفهم وتنوع الرؤى في هذا الموضوع المهم.