وضع القاطرة ومسافة التماس.. مصدر ملاحي يكشف سبب

السويس - حسام الدين أحمد:

يواصل مهندسو وفنيو هيئة قناة السويس جهودهم لانتشال القاطرة فهد والتي غرقت أمس عقب تصادمها مع ناقلة الغاز المسال، عند الكيلو 51 ترقيم قناة بمنطقة البلاح بالقطاع الشمالي.

وبدأت أعمال انتشال القاطرة الغارقة فهد فجر اليوم الأحد عقب مرور السفينة الأخيرة من قافلة الجنوب بالتفريعة الشرقية، وذلك بعد ساعات من تعطل مرور 19 سفينة بتفريعة البلاح التي شهدت حادث التصادم.

وقال مصدر ملاحي إن عملية انتشال القاطرة الغارقة باستخدام الروافع تستغرق في الوضع الطبيعي أقل من 6 ساعات، ذلك في حال استقرار بدن القاطرة على قاع البحر، إلا أن وضع القاطرة الحالي تسبب في زيادة الزمن المستغرق لخروجها.

وكشف المصدر أن "فهد" غمرتها المياه وغرقت واستقرت على جانبها، وهي وضعيه تجعل من الصعوبة ربطها بالاسلاك المعدنية.

وأوضح المصدر أن استقرار أي عائمة غارقة على البدن، "بطن" القاطرة من الأسفل يتيح للغطاسين الدفع بالوايرات من جهة وسحبها من الجهة الأخرى وربطها في واير الرافعة الرئيسي، حيث تكون مسافة التماس بين القاطرة وقاع القناة قليلة، نظرا لان بدن القاطرة وأغلب العائمات مقوس.

بينما في حالة القاطرة فهد فقد استقرت على جانبها، ما يزيد من مسافة ونقاط التماس بين جسم القاطرة والقاع، فضلا عن امتداد البرج بشكل أفقي بدلا من وضعه رأسيا، ويجعل من الصعوبة تمرير الوايرات لربط القاطرة.

ولفت المصدر انه من المتوقع أن يجري ربط وايرات الرافعة "انقاذ" قبل التاسعة من مساء اليوم، على أن تبدأ عملية الرفع والانتشال بعد عبور السفن بما يضمن إجراء أعمال الإنقاذ بشكل لا يعيق الحركة الملاحية.

حيث تشهد حركة الملاحة بالقناة، اليوم، عبور 38 سفينة من اتجاه الشمال بإجمالي حمولات كلية 2.6 مليون طن، فيما تعبر مساءا 45 سفينة من اتجاه الجنوب بالمجرى الملاحي الجديد للقناة، بإجمالي حمولات كلية قدرها 2.7 مليون طن.

وأوضح الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة أن فريق الإنقاذ البحري مستمر في أعمال الغطس على عمق 24 متر من خلال مجموعات متتالية لاستكمال أعمال رباط القاطرة الغارقة " فهد" بواسطة أسلاك الرافعة "إنقاذ".

وكشف رئيس الهيئة في بيان رسمي أن عملية انتشال القاطرة تتطلب دقة عالية ووقت كاف حيث يستغرق توصيل السلك الواحد ما يقرب من ساعة ونصف لكل من الأسلاك الثمانية للرافعة.

وكان الفريق أسامة ربيع أعلن مساء أمس السبت، نجاح فريق الإنقاذ البحري في تحديد موقع القاطرة الغارقة في الكيلو 51.300 متر، ترقيم القناة، لتبدأ أعمال انتشالها وإخلاء المجرى الملاحي خلال الساعات المقبلة.

وأوضح رئيس الهيئة خلال متابعة جهود الإنقاذ من موقع الحادث، من على ظهر القاطرة نبيل الهلالي، أن من المقرر البدء الفوري في تسيير حركة الملاحة بالقناة من قافلة الجنوب من تفريعة الكيلو 61 ترقيم قناة، على أن يجري تأمين عبور السفن بالاستعانة بـ"الشمندورات التحذيرية" التي تحيط بموقع القاطرة الغارقة لحين انتشالها.

وأكد رئيس الهيئة أن حركة الملاحة بالقناة لم تتوقف من اتجاه الشمال حيث عبرت جميع سفن القافلة ولم تتأثر بالحادث، فيما سيتم انتظام عبور سفن قافلة الجنوب المتبقية قبل ساعتين.

وأشار الفريق ربيع إلى أن جهود فريق الإنقاذ البحري نجحت في إنقاذ 6 أفراد من طاقم القاطرة الغارقة، وجرى نقلهم إلى المستشفى للاطمئنان على حالتهم الصحية، وحالتهم جميعا مستقرة، فيما يستمر البحث عن أحد أفراد الطاقم حيث ما يزال مفقودًا.

وكانت هيئة قناة السويس أعلنت عصر أمس السبت غرق القاطرة البحرية فهد، التابعة للهيئة، عقب اصطدامها بنقالة غاز مسال كانت مرافقة لها في منطقة البلاح.

وأوضح الفريق ربيع أن التصادم وقع خلال عبور الناقلة "CHINAGAS LEGEND" ضمن قافلة الجنوب في رحلتها قادمة من سنغافورة ومتجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مع القاطرة، ما أدى إلى حدوث فتحات في بدن القاطرة ودخول المياه وغرقها.

وذكر رئيس الهيئة أن طول الناقلة يبلغ 230 مترًا، وعرضها 36 مترًا، بغاطس 27 قدمًا، وحمولة كلية 52 ألف طن، لافتًا إلى أن الناقلة تنتظر حاليًا في بورسعيد لحين إنهاء الإجراءات المرتبطة بالواقعة.

اقرأ أيضًا:

دخلت الخدمة بعد حرب أكتوبر.. ماذا نعرف عن القاطرة فهد الغارقة في قناة السويس؟ - صور

اصطدمت بناقلة غاز.. اللقطات الأولى لموقع غرق القاطرة فهد في قناة السويس - فيديو

6 مصابين ومفقود.. بيان رسمي جديد بشأن قاطرة قناة السويس الغارقة