-

مسؤولية العلماء في نشر الدين

مسؤولية العلماء في نشر الدين
(اخر تعديل 2024-12-12 13:34:28 )
بواسطة

مسؤولية العلماء في نشر الدين

في عالم اليوم، تُعتبر مسؤولية العلماء أكبر من أي وقت مضى. فقد أكدّت الدكتورة هبة عوف، أستاذة التفسير في جامعة الأزهر الشريف، أن لكل عالم دوراً أساسياً في توجيه الناس نحو الحق، ويجب أن يكون قدوة حسنة في سلوكه وأعماله. فالعالم فعلًا يمثل صوت الحكمة والمعرفة، وعليه أن يتحلى بالأخلاق التي تعكس تعاليم الدين الحنيف.

التأكيد على رحمة الله

استشهدت الدكتورة هبة بكلمات الله تعالى في كتابه الكريم، حيث قال: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر: 53). هذا يعكس رحمة الله الواسعة، ولكن يجب أن نتذكر أن التهاون في أمور الدين ليس مقبولاً.

أهمية دور العلماء

كما ذكرت الدكتورة عوف حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يوضح أهمية العلماء، حيث قال: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا" (رواه البخاري). هذا الحديث يُظهر بوضوح أهمية العلماء في المجتمع ودورهم كموجهين.
ليلى الحلقة 14

عواقب الذنوب على العلماء

أشارت الدكتورة هبة إلى أن العلماء محاسبون بشكل أكبر عند ارتكابهم للذنوب، حيث أن أفعالهم تؤثر بشكل مباشر على الناس. فعندما يخطئ العلماء، قد يفقد المجتمع الثقة فيهم، مما يؤدي إلى تداعيات سلبية على الدين بشكل عام.

الأجر العظيم للدلالة على الخير

أوضحت الدكتورة عوف أن العالم الذي يُهدي الناس إلى الخير يحظى بأجر عظيم، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله" (رواه مسلم). لذا يجب على العلماء أن يسعوا دائماً لتوجيه الناس نحو الخير.

التوبة والاستغفار

وفي ختام حديثها، أكدت الدكتورة هبة أن السبيل الأمثل للتكفير عن الذنوب هو التوبة والاستغفار. كما ورد في قوله تعالى: "وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (النور: 31). فالتوبة هي باب الأمل لكل مؤمن يسعى للعودة إلى الله.

تُعَد هذه الرسالة دعوة صادقة لجميع العلماء والمشايخ لتحمل مسؤولياتهم وتوجيه الناس نحو الصواب، ولعلهم يكونون قدوة حسنة في هذا الزمن العصيب.