-

حكم صلاة الوتر وكيفية قضائها

حكم صلاة الوتر وكيفية قضائها
(اخر تعديل 2024-11-13 21:16:25 )
بواسطة

حكم صلاة الوتر وكيفية قضائها

في عالم الدين والعبادة، تعتبر صلاة الوتر من الشعائر المهمة التي يحرص المسلمون على أدائها، لما لها من فضل عظيم وثواب كبير. وقد قامت دار الإفتاء المصرية بتوضيح حكم نقض الوتر وكيفية الصلاة بعده، حيث أكدت لجنة الفتوى الرئيسة في الدار أنه إذا صلَّى المسلم الوتر في بداية الليل ثم أراد أن يتنفل بعدها، فإنه بإمكانه أداء ما يشاء من الصلوات دون الحاجة لإقامة ركعة أخرى لتشفع الوتر الذي أتمه سابقًا.

وأضافت اللجنة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أنه ليس من الضروري أن يؤدي المسلم وترًا آخر في نهاية صلاته، حيث إن الوتر الأول قد تم أداؤه بشكل صحيح. ويشير هذا إلى أن إبطال الوتر بعد تمامه يعد أمرًا غير مستحب، كما أن الجمع بين النصوص المختلفة هو الأفضل في هذه الحالة، حيث يفضل "الجمع" على "الترجيح" و"الإعمال" على "الإهمال".

هل يجوز قضاء الوتر نهارًا؟

من الأسئلة الشائعة في هذا السياق هو: هل يجوز قضاء الوتر خلال النهار؟ وقد أجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية على هذا السؤال، موضحة أن العديد من النصوص الدينية تشير إلى فضل صلاة الوتر. فقد ورد عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أهل القرآن أوتروا، فإن الله وترٌ يحب الوتر".
فريد 3 مدبلج الحلقة 411

كما استشهدت اللجنة بما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: "أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على الوتر". (صحيح البخاري).

وأشارت اللجنة إلى أن أغلب الفقهاء يرون أن الوتر هو سنة مؤكدة، باستثناء الحنفية الذين يرون وجوبه.

أما بالنسبة لقضاء الوتر، فقد أوضحت اللجنة أنه يجوز لمن فاته أن يقضيه خلال النهار، وهذا هو الرأي الراجح، حيث يمكنه أيضًا قضاء صلاة الليل. فقد ورد عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا أصبح أو ذكره". (سنن الدارقطني).

كما أكدت اللجنة أنه إذا أراد المسلم قضاء الوتر، فيجب أن يصليه شفعًا، بمعنى إذا كان قد أوتر بثلاث ركعات، فعليه أن يجعلها أربعًا عند القضاء. وقد استندت اللجنة إلى ما ورد عن عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يدوم عليها، وكان إذا شغله عن قيام الليل نوم أو مرض أو وجع، صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة". (صحيح ابن خزيمة).

وفي النهاية، نؤكد أن صلاة الوتر من شعائر العبادة التي تحمل في طياتها الكثير من الفضل، ونسأل الله أن يوفقنا جميعًا لأدائها على الوجه الصحيح.