-

رحلة البحث عن سجائر كليوباترا في "باب البحر":

رحلة البحث عن سجائر كليوباترا في
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب وتصوير- دينا خالد وأحمد والي:

ضربت أزمة نقص السجائر، التي تعاني منها مصر مؤخرا، الغالبية من التجار في "باب البحر"، الشارع الأشهر لبيع السجائر بالقاهرة، فأصناف سجائر كليوباترا لا تتوفر إلا لدى سوى حفنة قليلة من كبار التجار في المكان، وسط قفزة في سعر العبوة في الجملة الذي أصبح يتراوح بين 55 و60 جنيها، وذلك وسط حالة من الزحام.

ويأتي ذلك وسط ما تشهده الأسواق في مصر من ارتفاعات كبيرة في الأسعار غير الرسمية لعدد من أصناف السجائر الشعبية والأصناف الأخرى الأكثر تداولا بين المدخنين في مصر، وسط اختفاء بعض هذه الأنواع في عدد من مناطق الجمهورية.

وبخلاف ما اعتاد عليه تجار وأصحاب محلات شارع باب البحر، في زبائنهم بأنهم أصحاب الأكشاك وبائعي السجائر، فأزمة نقص السجائر جذبت لهم زبائن جدد من المدخنين، والذين جاءوا لشراء السجائر مباشرة من تجار الجملة أملا في العثور على بغيتهم.

ويقول إبراهيم محمد، تاجر سجائر جملة، تحدث معه مصراوي أثناء جولتنا في شارع باب البحر، إن شارع باب البحر أصبح مزدحما أكثر من ذي قبل، فأصحاب الأكشاك يتوافدون للحصول على بضاعتهم بعد ما أصبح الموزعون يتأخرون عنهم، فضلا عن شيوع قدوم المدخنين أنفسهم مؤخرا بحثا عن سجائر كليوباترا بأنواعها المختلفة.

وأشار محمد إلى أن السجائر الشعبية وخاصة "كليوباترا" ليست متوفرة سوى لدى عدد قليل جدا من كبار التجار المعروفين بالمنطقة، وأصبح التجار الآخرون في الشارع لا يبيعون إلا السجائر المستوردة.

وأرجع عدم توافر سجائر كليوبترا، إلى نقص المعروض منها، وعدم توفير وكلاء وموزعي الشركة للكميات المطلوبة، فرغم أن شارع باب البحر به أكثر من 100 محل فضلا عن بائعي الرصيف، فإن أغلب التجار ليس لديهم أي كميات من سجائر الكليوباترا.

واتفق معه سامح السيد، تاجر سجائر جملة بشارع باب البحر، قائلا: "السجائر الكليوباترا غير متوفرة عند التجار الصغار ومتوفرة فقط لدى الكبار منهم، وسعرها أصبح في مستوى سعر المستورد".

وأضاف السيد أن زبون سجائر الكليوباترا سيظل يبحث عنها حتى لو ارتفع سعرها عن المستورد، "لأن السجائر عبارة عن كيف".

وفي بعض محلات كبار التجار المعروفين، من القلة الذين يبيعون السجائر الشعبية، رصد مصراوي أسعار بعض الأنواع، حيث وصل سعر "خرطوشة" سجائر الكليوباترا لدى أحدها إلى 575 جنيها، وعند آخر إلى نحو 550 جنيها، أما سعر "خرطوشة" السجائر السوبر فوصل إلى 600 جنيه.

و"الخرطوشة" تضم 10 عبوات سجائر، أي سعر العبوة يتراوح بين 55 و60 جنيها في الجملة.

وأثناء رحلة البحث عن سجائر الكليوباترا، أشار تجار في المنطقة إلى أن البعض يبيعون سجائر صينية مغشوشة بسعر رخيص معبأة في شكل عبوات كليوباترا.

وقال سيد إسماعيل، تاجر سجائر جملة، إن بعض التجار يستوردون السجائر الصيني والتي تأتي مغلفة بورق ذهبي رقيق، ثم يعيدون تغليفها بغلاف عبوات الكليوباترا ويبيعون "الخرطوشة" بسعر 260 جنيها.

وأضاف إسماعيل، أن تغليف العبوة لا يتكلف أكثر من جنيه واحد، وتكلفة العبوة لا تتجاوز 15 جنيها.

وقال: "هناك تجارا معدومي الضمير يشترون السجائر الصيني المضروبة ويبيعونها للمواطنين بسعر الكليوباترا وبسعر مرتفع".

وفي إطار جهود الحكومة لمواجهة أزمة السجائر، أعلنت وزارة الداخلية، في بيان لها أمس، أن حملات الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة المكثفة أسفرت خلال شهر يوليو الماضى عن ضبط 3465 قضية سجائر بإجمالي مضبوطات نحو 995 ألف عبوة سجائر.

لكن إسماعيل يرى أن سوق السجائر يحتاج إلى تشديد الرقابة على التجار وبالأخص الكبار منهم، وتجار السجائر المغشوشة.

ومن جانبه، قال إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة الدخان بغرفة القاهرة التجارية، لمصراوي، إنه يتوقع عدم تراجع أسعار السجائر قبل أكتوبر المقبل على الرغم من تشديد الرقابة على الأسواق في الفترة الأخيرة، مطالبا الجهات الرقابية بتشديد الرقابة بشكل أكبر على الأسواق والقبض على المحتكرين والحفاظ على منظومة التداول في السوق حتى تصل السجائر للمواطن بشكل طبيعي.

ويرى إمبابي أن الأسعار ستبدأ في التراجع تدريجيا بدءا من أكتوبر المقبل عند عودة مجلس النواب من الإجازة من أجل مناقشة تعديلات القانون على ضريبة القيمة المضافة على السجائر، وبالتالي رفع الأسعار بشكل رسمي في الشركات وعودة بيع السجائر بالسجائر الرسمية.