حلاوة المولد النبوي.. جدل ومزاح قديم يتجدد
كتب- عبدالله عويس:
يحل المولد النبوي يوم الأربعاء القادم، 27 سبتمبر، الموافق 12 ربيع الأول عام 1445 بالتقويم الهجري، ويحصل العاملون في القطاعين الحكومي والخاص على إجازة المولد النبوي في الخميس 28 سبتمبر. وهي مناسبة ترتبط في مصر، بحلويات اسمها على اسم الذكرة نفسها، لكن حلاوة المولد النبوي، تتخذ في كل عام قدرا من المزاح، ولأسباب مختلفة.
عناوين الأخبار تشير إلى التهام نيران الأسعار حلاوة المولد النبوي، لكن فاطمة محمد، لا يمكن أن تمر عليها تلك المناسبة دون تلك الحلوى، فتتحايل على الزيادات بشراء كميات أقل، أو جودة أقل، بعيدا عن المتاجر الشهيرة التي تبيعها، لكنها في النهاية كتبت منشورا عبرت فيه عن ذلك الارتفاع بمزاح «الرسول نفسه ميرضاش بالفلوس دي كلها في حلاوة المولد».
ويحتفل المصريون والعالم الإسلامي كله بذكرى مولد نبي الإسلام، في الـ12 من ربيع الأول كل عام، وتختلف أشكال الاحتفالات، لكن حلاوة المولد في مصر لها طابع خاص، لا سيما «عروسة المولد» التي بدأت في الاختفاء شيئا فشيئا، وتغير شكلها وطبيعتها كذلك، من مادة مأكولة كالحلوى، لأخرى بلاستيكية أو خشبية في بعض الأحيان.
تعليق فاطمة حول سعر حلاوة المولد كان مشابها لتعليقات أخرى، فيما نشر آخرون صورا لإعلانات حول تقسيط حلاوة المولد. يقول سامح مصطفى إن حلاوة المولد وأسعارها تشكل فارقا كبيرا، إذ أنها تدخل في باب الهدايا، لا سيما بين الأقارب، وهو بشكل شخصي ملزم بأن يشتري 5 علب له ولأفراد من أسرته «فالتكلفة بتكون كبيرة، لأنه مش بتجيب علبة واحدة وإنما أكتر من علبة».
وتختلف مكونات علبة حلاوة المولد، وتختلف المسميات أيضا، لكن أبرز ما يتم المزاح بشأنه، أقراص الحمصية والسمسمية، التي وفق مزاح البعض يمكن استخدامها في شؤون عدة، كبديل للمطرقة، أو استخدامها كبديل للأرفف، وهو مزاح ينتقل إلى توزيع محتويات العلبة، إذ يسارع كثيرون لاقتناص أفضل القطع فيها، فيما تبقى تلك الأقراص، لكن على النقيض فإن آخرين يفضلونها على ما عداها.
وعلى شاكلة «لن نشتري هذا العام شجرة.. ستكونين أنت الشجرة»، نشر البعض عبارات تدخل من باب الغزل، ومن باب التهرب من شراء حلوة المولد أيضا، فباتت العبارة «لن نشتري هذا العام حلوى.. أنت الحلوى» ثم يعاد الربط بين بعض مكونات حلاوة المولد، وجمال الشخص المتغزل فيه وفي أوصافه..
وفيما قالت وزارة التموين والتجارة الداخلية، إنها ستطرح حلاوة المولد على بطاقات التموين، ضمن المقررات المتاحة على فارق نقاط الخبز، بتخفيض يصل لـ25% عن نظيرتها بالأسواق، بأوزان تبدأ من كيلو وصولا إلى 5 كيلو، وبأسعار تبدأ من 85 جنيها، بحسب مكونات العلبة، فإن القرار نفسه دخل في جدل بين مرحب ومنتقد.
ورغم ردود دينية مختلفة حول حلاوة المولد، وما إذا كانت أمرا محبوبا أو غير ذلك (بدعة)، فإن ذلك الجدل يتجدد كل عام، وإن خفتت حدته، وحول الأمر، قال الشيخ احمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في لقاء متلفز، إن أكل الحلوى ليس محرما، ولم يرد نص بمنع الأمر، واعتبر أن ذلك يدخل في إطار إحياء ذكرى طيبة. كذلك تحدث عن شرائها والتهادي بها، قائلا إنه يدخل في باب الاستحباب، بإدخال السعة والسرور على الناس.