-

صحة صوم من أصبح جنبا في رمضان

صحة صوم من أصبح جنبا في رمضان
(اخر تعديل 2025-03-02 21:16:19 )
بواسطة

حكم صوم الصائم الذي أصبح جنبا في رمضان

كتب - علي شبل:

في إطار فتاوى رمضان المتعلقة بشروط صحة الصيام، تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، سؤالًا حول ما إذا كان الصائم الذي جامع زوجته أو احتلم ليلة صومه، ولم يغتسل حتى استيقظ بعد دخول وقت الفجر، يمكن أن يصح صومه أم لا؟

إجابة أهل العلم حول صحة الصوم

يؤكد الدكتور لاشين، أن أهل العلم اجتمعوا على صحة صوم من أصبح جنبا في نهار رمضان، بغض النظر عن سبب هذه الجنابة، سواء كانت نتيجة للجماع أو الاحتلام. ويشمل ذلك الصوم المفروض أو التطوع، سواء كان تأخير الغسل عن عمد أو كان ذلك ناتجًا عن نسيان أو سهوا. وهذا ما أجمع عليه الصحابة والتابعون وأئمة المذاهب الأربعة.

آراء الصحابة وأهل العلم

من بين الصحابة الذين أيدوا هذا الرأي هم: علي، ابن مسعود، زيد بن ثابت، أبو ذر، أبو الدرداء، ابن عمر، ابن عباس، ومعاذ بن جبل، بالإضافة إلى عائشة وأم سلمة رضي الله عنهم جميعًا. كما أن الأئمة الأربعة، أبو حنيفة، مالك، الشافعي، وأحمد، بالإضافة إلى سفيان الثوري والأوزاعي وإسحاق وأبو عبيدة، قد اتفقوا على هذا الأمر.

الأدلة الشرعية على صحة الصوم

يستند الدكتور لاشين إلى الأدلة التالية لتعزيز رأيه:

1. دليل من القرآن الكريم

قال الله تعالى في سورة البقرة: “فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر” (البقرة: 187). ويستنتج من هذه الآية أن الجماع، والأكل، والشرب، كان مباحًا حتى طلوع الفجر، مما يعني أن من طلع عليه الفجر ولم يتطهر، فإن صومه صحيح.

2. دليل من السنة النبوية

روت عائشة رضي الله عنها أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "إني أصبح جنبا وأنا أريد الصيام"، فأجابه النبي: "وأنا أيضًا أصبح جنبا وأنا أريد الصيام". عندما أعرب الرجل عن قلقه، رد النبي بغضب: "إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي" (رواه مسلم).
رحلة الحب الحلقة 4

كما روت عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أن النبي كان يصبح جنبا من جماع، لكنه كان يصوم ذلك اليوم.

3. رد على أقوال مخالفة

لا يؤثر على صحة الإجماع ما ذكر عن أبي هريرة رضي الله عنه من أن "لا صوم يصح ممن أصبح على جنابة". هذا القول لا يعتمد عليه، لعدة أسباب:

  • إنه يتعارض مع ما جاء في الكتاب والسنة.
  • ثبت أن أبا هريرة قد تراجع عن هذا القول عندما سمع من عائشة وحفصة أن رأيه غير صحيح.
  • قال الخطابي في معالم السنن أن خبر أبي هريرة منسوخ.

ختامًا

إن فهم أحكام الصوم والشروط المتعلقة به يعكس التزامنا بديننا الحنيف، ويؤكد أهمية الرجوع إلى المصادر الشرعية الموثوقة. نسأل الله أن يتقبل منا جميعًا صيامنا وطاعتنا في هذا الشهر المبارك.