"المياه أكلت لحمه".. مأساة الطفل تامر ابن خالته
كتب- سامح غيث:
بدلًا من أن يُحاط الطفل "تامر" بالرفق والحنان من ابن خالته الذي يكبره بـ 15 سنة، أُحيط بالقسوة والغلظة، فاستغل ضعف الصغير وأوثقه بسلاسل حديدية قبل أن يتخلص من جثته في مياه المصرف القليوبي بالشرقية، وراح يبحث عنه مع أسرته متظاهرا بالحزن عليه.
المجني عليه، لم يُكمل عامه الخامس بعد، أما المتهم فهو ابن خالته "أشرف" يكبره بـ 15 سنة، يٌقيمان في قريتين متجاورتين بمركز الزقازيق جنوب محافظة الشرقية.
قبل ثلاثة أشهر، سافر المتهم إلى ليبيا، تمهيدا للهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا، وبعد فشل محاولات السفر، عاد إلى قريته من 25 يومًا.
محاولات عدة لإقناع المتهم بالبحث عن عمل في مصر، باءت جميعها بالفشل، وظل يبحث عن وسيلة توفر له أموال السفر إلى إيطاليا.
ظهر الخميس الأول من الشهر الجاري، والدة الطفل الضحية اصطحبته في زيارة لشقيقتها الكبرى "والدة المتهم". في تلك الأثناء علم المتهم بوجود خلافات عائلية بين والدته وخالته، فاختمرت في ذهنه فكرة اختطاف ابن خالته ومساومة أسرته على أموال تمكنه من السفر.
استدرج المتهم، الطفل، إلى أرض فضاء بالقرب من المصرف القليوبي بدائرة مركز الزقازيق، وقيده بسلاسل حديدية وألقى به في المصرف.
عاد المتهم إلى المنزل، سألته خالته "والدة الضحية" عليه، فأنكر معرفته بمكان تواجده: "معرفش راح فين.. كان بيلعب في الشارع".
خرجت الأم تبحث عن ابنها في كل مكان، دون جدوى. بمرور الوقت انتشر خبر اختفائه، فخرج معظم أهالي القرية بحثا عنه، يجوبون شوارع القرية والقرى المجاورة.
والد الطفل حرر محضر بتغيبه في مركز شرطة الزقازيق، ولم يتهم أحد بالتسبب في اختفائه.
على مدار 10 أيام ظلت أسرة الطفل تبحث عنه في كل مكان، بينما المتهم يتظاهر بالحزن عليه ويبحث معهم.
منزل أسرة المتهم يقع بالقرب من المصرف القليوبي، ما أثار شكوك الأهالي أن يكون قد سقط أثناء اللعب، فتجمع الأهالي على جانبي المصرف، بينما أفراد الإنقاذ النهري يجرون عملية تمشيط واسعة بالمصرف.
على حافة المصرف جلست والدة الطفل، تتوسط نسوة مُتشحات بالسواد، الجميع يتضرعون ويناجون الله أن يعود الطفل سالمًا حتى تهدأ نار أمه.
بعد ساعات من البحث في المياه، عُثر على جثة الطفل "هيكل عظمي.. المياه أكلت لحمه"، تم التحفظ عليها في مشرحة مستشفى الأحرار بالزقازيق.
جهود أجهزة الأمن توصلت إلى أن وراء ارتكاب الواقعة، نجل شقيقة الضحية، تم ضبطه وبمواجهته في البداية أنكر، بتضييق الخناق عليه أقر بارتكاب الواقعة، مبررا ذلك بحاجته لأموال تمكنه من السفر إلى إيطاليا.
حرر محضر بالواقعة، وأحيل المتهم إلى النيابة العامة، التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.