حقوق الزوجة بعد وفاة الزوج وتوزيع الأموال

الحقوق المالية للزوجة بعد وفاة زوجها
تواجه بعض الزوجات تساؤلات هامة بعد وفاة أزواجهن، خاصة فيما يتعلق بالمستحقات المالية التي قد تكون في حوزتهن. من بين هذه التساؤلات، تسأل إحدى الزوجات: "لقد قبضت الخَارْجَة الخاصة بزوجي بعد وفاته، فهل هذه الأموال ملكي وحدي أم لأولاده حق فيها؟ وهل يجوز أن أخرجها صدقة على روحه؟" وفي هذا السياق، قدم الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، توضيحات تتعلق بهذا الأمر.
ليلى الحلقة 41
تحديد ملكية الخَارْجَة
في حديثه، أوضح الشيخ أحمد وسام أن ما يُعرف بالخَارْجَة يتم تحديده وفقًا للوائح التأمينات الاجتماعية، وليس كما يُعتبر من التركة التي تُقسم على الورثة. فإذا كان الشيك قد صدر باسم الزوجة فقط، فإنها المستحقة له دون غيرها، ويحق لها التصرف فيه كما تشاء.
الفرق بين المستحقات المالية
وأشار الشيخ إلى الفرق بين المستحقات المالية التي كانت قائمة قبل الوفاة، مثل الرواتب أو المستحقات المتأخرة، والتي تُعتبر جزءًا من التركة وتوزع على الورثة، وبين المبالغ التي تُستحق بعد الوفاة مثل الخَارْجَة أو معاش الأرملة، حيث تُعتبر هذه الأموال خاصة بمن تنص اللوائح على استحقاقهم ولا تُعد جزءًا من التركة.
إخراج الأموال كصدقة
وفيما يتعلق بإخراج الأموال كصدقة على روح الزوج، أكد الشيخ أحمد وسام أنه يجوز للزوجة القيام بذلك، بشرط أن تكون قد استوفت إجراءات الصرف وتم تحديد أن هذه الأموال حق خاص بها.
أحكام توزيع الأموال على الورثة
بالإضافة إلى ذلك، تناول الدكتور علي فخر، أمين الفتوى، أحكام كتابة الأب أو الأم أموالهما للبنات. وأوضح أن هناك اختلافًا بين تملك المال أثناء الحياة وتوزيع الميراث بعد الوفاة. فالمال بعد الوفاة يُقسم وفق الشريعة بين الورثة، ويجب مراعاة حقوق جميع الورثة.
حقوق الورثة
أكد الدكتور علي فخر أن لكل وارث حقًا في التركة، سواء كانوا من البنات أو الزوجة أو الأب أو الأم أو الإخوة أو غيرهم. وأشار إلى أنه إذا كان الهدف من التصرف هو حرمان أحد الورثة من الميراث، فهذا غير جائز شرعًا. ولكن إذا كانت النية إدخال السرور على البنات دون حرمان الآخرين، فلا مانع من ذلك.
التصرف بالأموال
وأضاف أنه لا يجوز كتابة كل ما يملك الإنسان لبناته، لأن ذلك قد يُعطل أحكام الميراث ويُحرم بعض الأقارب من حقوقهم الشرعية. ومع ذلك، إذا لم يكن هناك نية للحرمان، فإن التصرف جائز شرعًا.
في النهاية، يجب على كل شخص أن يكون واعيًا لحقوق الورثة وأهمية توزيع الأموال بشكل عادل بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية.