-

"الدنيا في أيدينا لا في قلوبنا".. علي جمعة:

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كـتب- علي شبل:

أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أنه لا تعارض بين الدين والحياة، قائلًا: علمنا مشايخنا أن تكون الدنيا في أيدينا لا في قلوبنا. ولا تعارض البتة بين الدين والحياة، فكلاهما طريق واحد، والجميع يسيرون في طريق الله.

ولفت فضيلة المفتي السابق إلى أنه مما يشاع عند بعض الناس أن الطريق إلى الله تعالى مليء بالفتن والمصاعب، وأن التزام المؤمن بدين الله وبطريقه قد يغير مجرى حياته.

ويقول جمعة، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: ينبغي أن يكون الطريق إلى الله جزءا أساسًيا من حياة الإنسان، فلمن يسير الإنسان إذا لم يكن سيره في حياته الدنيا لأجل تحصيل رضا الله، والوصول إلى معرفته حق المعرفة ، فالدين يأمر المسلم أن يكون متقنا في عمله فيزيد بذلك ربحُه، ويطمئن خاطرُه، وتسعد حياتُه، ويتفرغ قلبُه للعبادة، كما يأمره أن يكون نظيفا جميلا في صورته وأخلاقه.

واستشهد عضو هيئة كبار العلماء بما ورد عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر". قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال ﷺ: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق ، وغمط الناس". أما عن النهي الوارد عن التعلق بالدنيا الذي يفهمه بعضهم خطأ؛ نحو حديث : "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ؟ قال : "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن". فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن؟ قال "حب الدنيا وكراهية الموت". وتابع فضيلة المفتي السابق: المقصود به ألّا تكون الدنيا هى الغاية والمقصد، فتكون مدعاة أن يسرق الإنسان ويكذب لتحصيل منافعها، هذا هو المنهي عنه والذي يتمسك بظاهره من لا يفهمون النصوص فهمًا صحيحًا، وقد علمنا مشايخنا أن تكون الدنيا في أيدينا لا في قلوبنا. ولا تعارض البتة بين الدين والحياة، فكلاهما طريق واحد، والجميع يسيرون في طريق الله بأصل الخلقة دون أن يلتزموا طريقًا معينًا؛ لكن على الإنسان أن ينتبه للمنهج الذي يتبعه في سيره إلى الله فلا يُلزِمُ نفسه بما يشادُّ عليها ويصعب ، بل يسلك مسلك اليسر والرفق في كل أموره.

واستشهد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : "يا عائشة ، إن الله يحب الرفق في الأمر كله"، ويقول صلى الله عليه وآله وسلم : "إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق". وقال ﷺ : "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة".

فالطريق إلى الله -يؤكد جمعة- ليس صراعا مع الحياة حتى يشاد فيه المسلم نفسه ويحملها ما لا تطيق، بل هو السير في الحياة بالله ومع الله وإلى الله، ممتثلا في هذا السير كل ما شرعه الله عز وجل من تشريعات لتنتظم بها حياة الناس جميعا وليس المسلمون فقط، فيسعدوا بها ويطمئنوا ويصلوا بذلك إلى سعادة الدارين الدنيا والآخرة.

اقرأ أيضا: