"التدريب والمخاطر".. كيف يقضي لاعب كرة القدم
كتب- وائل توفيق:
مع صيام بعض اللاعبين في منتصف الموسم الذي يتزامن مع شهر رمضان، تتغير ساعة الراحة والتعافي المعتادة ومواعيد التدريبات بالنسبة للاعبين المسلمين.
قامت اتحادات اللاعبين مثل رابطة اللاعبين المحترفين في إنجلترا، بزيارة الأندية في الأسابيع التي سبقت شهر رمضان من خلال ورش عمل لزيادة الوعي ومساعدة المدربين على دعم اللاعبين الذين يصومون خلال هذه الفترة.
كبير المسؤولين الطبيين في FIFPRO الدكتور فنسنت جوتيبارج، لاعب كرة قدم محترف سابق(14 موسمًا في فرنسا وهولندا). سلط الضوء على الاعتبارات الطبية المتعلقة بصيام لاعبي كرة القدم في شهر رمضان وذلك من خلال 3 أمور مهمة.
قال "جوتيبارج"، إن الرياضيين يحتاجون عادةً إلى ثلاث وجبات مناسبة على الأقل يوميًا للتدريب والمنافسة على مستوى عالٍ، ومن الطبيعي أن يكون هناك تحول إلى وجبتين للاعبين الذين يصومون شهر رمضان، على أن تكون الوجبة الأكبر قبل شروق الشمس حتى يتمكنوا من الاستمرار في العمل طوال اليوم. وفقا لموقع "فيفا برو" الإنجليزي.
وأضاف: "من الناحية المثالية، يجب أن تحتوي هذه الوجبة على نسبة عالية من الأطعمة ذات نسبة السكر في الدم - مثل البطاطس والأرز - الغنية بالطاقة، بينما يجب أن تكون الوجبة بعد غروب الشمس من الأطعمة منخفضة نسبة السكر في الدم. ويمكن أيضًا أخذ المكملات الغذائية في الاعتبار باستشارة طبيب النادي."
كيف يحافظ اللاعب على جسده رطبًا؟، أجاب، بأن الأمر صعبًا للغاية، لكنهم ينصحون اللاعبين بالحفاظ على رطوبة الجسم أثناء النهار والليل على النحو الأمثل قدر الإمكان.
ولفت إلى أن محاولات إبقاء جسد اللاعب رطبًا أثناء الليل صعبًا للغاية، لذا فإن الأمر يتعلق بإيجاد هذا التوازن بين الترطيب المنتظم والحصول على رطوبة جيدة، والنوم المناسب ليلة نوم مناسبة، كما يمكن استخدام استراتيجيات التبريد لوقف فقدان السوائل من خلال التعرق، مثل المناشف الباردة وشطف الفم بالماء، في حين أن الاستحمام بالماء البارد بعد الجلسة يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل فقدان السوائل، وينبغي النظر في مكملات الصوديوم أيضًا. مثل تجنب القهوة والشاي".
خلال شهر رمضان، يحتاج جسم اللاعب إلى التكيف مع الجدول المتغير ليوميه، لذا قد يتعرض لأزمة تخص اضطراب النوم.
ويرى "جوتيبارج" أنه يمكن أن تكون هناك فوائد ذهنية للاعبين أثناء الصيام بمعنى أنهم يعرفون أنهم يفتقرون إلى الطاقة، ويمكن للعنصر الروحي لرمضان أن يكون مصدر للتحفيز الإضافي أو الإلهام لأداء أفضل.
لم تكن هناك العديد من الدراسات الطبية التي حللت تأثير شهر رمضان على الإصابة التي قد يتعرض لها اللاعب. وقد أجريت دراستان - واحدة في قطر، والأخرى في تونس - لكن كلتاهما اتبعتا منهجيات مختلفة ووجدتا أدلة متضاربة حول تكرار الإصابة خلال شهر رمضان، بالمقارنة مع الفترة الزمنية العادية، لذلك، في الوقت الحالي، لا توجد نتائج واضحة وحاسمة تظهر أن شهر رمضان يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة، وعلى الرغم من هذا النقص في الأدلة، ينصح الأطباء بأنه يجب على اللاعبين والموظفين توخي الحذر خلال هذه الفترة من العام.
يحتاج اللاعبون إلى فهم عواقب شهر رمضان على الجوانب الأساسية الثلاثة - التغذية والترطيب والنوم - إذ يحتاج المدربون أيضًا إلى أن يكونوا على دراية ووعي بكيفية تغيير جداول تدريبهم للاعبين الذين يصومون شهر رمضان. على سبيل المثال، إذا كان اللاعب تناول وجبة كبيرة قبل شروق الشمس قبل الصيام طوال اليوم، يمكن للمدرب تخصيص تدريب لهذا اللاعب، ومن الأفضل بعد ثلاث ساعات من الوجبة للتأكد من حصوله على فترة هضم مناسبة.
إذا كان اللاعب يتدرب بكثافة عالية في فترة ما بعد الظهر، بعد فترة طويلة دون تناول السوائل أو التغذية، فإن ذلك لا يمكن أن يكون مفيدًا لأداء اللاعب وصحته، لذلك فإن التواصل بين اللاعب والجهاز الفني مهم للغاية لضمان وجود استراتيجية مشتركة وتعاون مثالي لتفادي الإصابة.