-

أم محمد: قصة كفاح سورية في مصر

أم محمد: قصة كفاح سورية في مصر
(اخر تعديل 2025-01-22 19:16:25 )
بواسطة

أم محمد: قصة كفاح سورية في مصر

في إحدى شوارع الزقازيق، تجلس سيدة مسنّة تُدعى أم محمد، تحمل بين يديها صنوفًا من الحلويات السورية والشرقية. تعود قصتها إلى أكثر من 12 عامًا، حين هربت مع أسرتها من وطنها الأم، لتسعى نحو حياة أفضل في بلد ينعم بالسلام والرخاء.

البدايات في الغربة

تروي أم محمد، التي تقترب من السبعين، أنها بدأت رحلتها في ميت غمر، حيث استقرت مع عائلتها في بداية الأمر. كانت الحياة في البداية صعبة، ولكنها كانت تحمل الأمل في قلبها. تقول: "الأمل كان يملأ قلوبنا في الحصول على حياة كريمة، وقد تحقق ذلك مع مرور الأيام في مصر."

التحديات والصمود

رغم صعوبة الحياة والغربة، لم تتوانَ أم محمد عن العمل. فقد بدأت بتفصيل المفروشات السورية، ولكنها وجدت أن العمل يتطلب جهدًا كبيرًا، مما دفعها إلى تغيير مسارها. بدأت في تصنيع وبيع الحلويات السورية مثل البرازق والمعمول والكوكيز. كانت تأخذ كل يوم ما تصنعه إلى الشارع، حيث تبيع للمارة وتعود إلى منزلها محملة بالأرباح التي تفرح قلبها.

الانتقال إلى الزقازيق

قررت أم محمد أن تنتقل إلى مدينة الزقازيق، حيث شعرت براحة أكبر. هنا، بدأت تشتري الحلويات من سوريين آخرين مقيمين في المنطقة، وتقوم بإعادة بيعها. وكما تقول، تبدأ أسعار الحلويات من 5 جنيهات لقطعة المعمول، وتصل إلى 80 جنيهًا لطبق الحلويات المشكلة، ما جعلها تحقق ربحًا جيدًا.

الكرم المصري

تحدثت أم محمد عن الكرم وحسن معاملة المصريين لها، حيث وجدت فيهم الدعم والمساندة. قالت: "لقد احتضنني المصريون كأم وأخت، ولم أشعر بالغربة في هذا الوطن، بل وجدت فيه الأمان والحنان." كما أن أحفادها التحقوا بالمدارس المصرية، مما جعلها تشعر بالامتنان لهذه الفرصة.

العزم على الاستمرار

على الرغم من تقدمها في العمر، تستمر أم محمد في العمل، مُصممةً على توفير حياة كريمة لها ولأسرتها. وتشعر بالسعادة كلما ساعدها المصريون، حيث وجدوا في قصتها ملاذًا إنسانيًا. وتجري اتصالات مع أهلها في سوريا، حيث يتطلعون للقدوم والعيش في أمن وسلام.

العودة إلى الوطن

تستعد أم محمد حاليًا للعودة إلى وطنها سوريا، بعد الأحداث الأخيرة هناك. ولكنها تترك مصر بقلب مليء بالحب والامتنان، إذ تعتبرها وطنًا حنونًا احتضنها وأعطاها الأمان. وتقول: "لن أنسى أبدًا حنان المصريين ودعمهم لي، فقد عشت هنا سنوات من العمر لن تُنسى."


البراعم الحمراء مترجم الحلقة 35