زيارة النبي: رحلة حب وشوق وهيبة

زيارة النبي: رحلة حب وشوق وهيبة
في حديثٍ مؤثر، أشار الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي المعروف، إلى أن زيارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليست مجرد طاعة وعبادة، بل هي تجربة مليئة بالشوق والمحبة والهيبة. وقد نقل الشيخ الطلحي قصة مدهشة رواها الإمام أبو منصور الصباغ في كتابه "الشامل"، والتي تعكس جمال الأدب والخشوع في حضرة النبي الكريم.
قصة الأعرابي والعتبي
روى الشيخ الطلحي أن أحد الأعراب، والذي يُعرف بأبي عبد الرحمن محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية، كان جالسًا عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم في الروضة الشريفة. فجأة، دخل أعرابي من بادية العرب، وقام بتقديم التحية للنبي قائلاً: "السلام عليك يا رسول الله". ثم ذكر الأعرابي الآية القرآنية: ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا﴾، مشيرًا إلى أنه جاء مستغفرًا لذنوبه ومتوسلاً بالنبي ليشفع له.
أبيات شعرية خالدة
بعد ذلك، أنشد الأعرابي أبياتًا شعرية تعبر عن مشاعره الجياشة، حيث قال:
يا خيرَ من دُفنت بالقاعِ أعظُمُهُ
فطابَ من طيبِهِنّ القاعُ والأكمُ
نفسِي الفداءُ لروضٍ أنتَ ساكنُهُ
فيه العفافُ وفيهِ الجودُ والكرمُ
رؤية مدهشة في المنام
بعد انصراف الأعرابي، غلب النوم على العتبي، ورأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المنام، حيث قال له: "يا عتبي، الحق بالأعرابي وبشّره أن الله قد غفر له". هذه القصة الجميلة، كما يؤكد الشيخ الطلحي، تعكس أهمية الزيارة الخاشعة للنبي وتفتح أبواب الأمل لكل مذنب وتائب.
شهادة الإمام عبد الحليم محمود
من جهة أخرى، يتذكر الشيخ الطلحي ما رواه الإمام الأكبر شيخ الأزهر سيدي عبد الحليم محمود الحسيني رحمه الله، حيث وقف أمام المواجهة الشريفة وأنشد أبياتًا مشابهة. وقد جاءه من يعاتبه قائلاً: "وهل أنا يا ولدي الآن أعظُمٌ مدفونة؟"، ليعيد الإمام عبد الحليم محمود إنشاد الأبيات بأسلوب يناسب مقامه:
لا تبكي يا إسطنبول الحلقة 9
يا خيرَ من حلَّتْ بالقاعِ حضرتُهُ
فطابَ من طيبِهِنَّ القاعُ والأكمُ
أنتَ النبيُّ الذي تُرجى شفاعتُهُ
عند الصراطِ إذا ما زلَّتِ القَدَمُ
نفسي الفداءُ لروضٍ أنتَ ساكنُهُ
فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ
دعوة للتواصل مع النبي
ختامًا، يوجه الشيخ الطلحي رسالة إلى الزائرين المحبين، حيث يحثهم على تكرار زيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما استطاعوا، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تعتبر من أعظم القربات وأجمل الطاعات. "صلوا عليه وسلموا تسليمًا، فما تشرق الشمس إلا بنوره، ولا يسكن القلب إلا بحبه"، كما يقول الشيخ الطلحي.
اقرأ أيضًا: