احتفالات الزواج في جنوب سيناء
احتفالات الزواج في جنوب سيناء: تراث متجدد
في قلب الصحراء، حيث تتعانق رمال سيناء الساحرة مع سماءها الزرقاء الواسعة، يعيش شعب بدوي يحتفظ بتراثه الأصيل بفخر لا مثيل له. ورغم أن العصر الحديث يقترب منهم بخطوات واثقة، إلا أن بدو جنوب سيناء يصرون على التمسك بعاداتهم وتقاليدهم الفريدة. لا شيء يعكس هذا الالتزام أكثر من احتفالات الزواج التي تمتد لأسبوع كامل، حيث تتجسد العادات والتقاليد في أبهى صورها، راسمة حكايات غنية عن حياة بدوية مليئة بالتراث والجمال.
طقوس الزواج: مزيج من التقاليد والاحتفالات
يقول رشدي سالم، أحد أبناء قبيلة المزينة، إن طقوس وعادات الأفراح البدوية متشابهة إلى حد كبير، لكنها تختلف في المظاهر بحسب الحالة المادية للعريس. عادةً، تُقام الاحتفالات في فازتين منفصلتين: واحدة للرجال وأخرى للسيدات، حيث تُراعى قواعد الفصل بين الجنسين. فازة الرجال تكون مكان استقبال الضيوف وتلقي التهاني، في حين تُخصص فازة السيدات للاحتفال مع العروس.
الفازة ودورها في الاحتفالات
تحتوي كل فازة على بوفيه يقدم المشروبات الباردة والساخنة، حيث تُشرف السيدات على بوفيه فازة السيدات، ولا يُسمح بدخول الرجال إليها إلا العريس، ولكن فقط عند تواجده مع عروسه. هذه الفواصل تعكس حرص البدو على الحفاظ على خصوصياتهم.
أمنية وإن تحققت الحلقة 449
مظاهر الاحتفال: فرح ورقص وأجواء مميزة
تبدأ الاحتفالات بعد صلاة العشاء، حيث يُقدم الطعام الذي يتكون غالبًا من الأرز واللحم والفراشيح. تتوالى الأجواء الاحتفالية مع عزف فرق السمسمية، حيث يشارك الشباب في الرقص مع العريس، بينما يستمر الرجال والشباب في الغناء والرقص حتى الساعات الأولى من الفجر.
خصوصية فازة السيدات
فازة السيدات تتميز بتوفير "دي جي" للموسيقى، ويحظر التصوير داخلها، ويُعتبر انتهاك هذا العرف أمرًا غير مقبول، حيث تُعتبر مكانًا ذا حرمة بالنسبة للبدو.
اختلافات في الاحتفالات حسب الموقع
تختلف مدة الاحتفالات بحسب المكان؛ ففي المدن يمكن أن تستمر من يوم إلى ثلاثة أيام، بينما في البادية، تستمر لمدة أسبوع كامل، مع تنظيم سباقات للهجن ورقصات بالخيل، مما يضفي طابعًا خاصًا على الفرح.
التحضير للأفراح: قبل الزفاف بأيام
عادةً ما يتجمع أهل العروسين قبل الزفاف بيومين للإعداد والتخطيط، حيث يتم تحديد مسؤوليات كل فرد وتوجيه الدعوات إلى القبائل البدوية من مختلف المناطق، بدءًا من رأس سدر وصولاً إلى طابا. يتم التعامل مع المعازيم بناءً على قربهم من موقع الاحتفال، حيث يُطلق على القادمين من نفس المكان "محليين"، بينما يُطلق على القادمين من بعيد "الضيوف".