ماذا يحدث في آخر ساعة من رمضان؟.. حقيقة الكلمات
كـتب- علي شبل:
في الساعات الأخيرة من شهر رمضان المعظم، الذي أعلنت دار الإفتاء المصرية اكتمال عدته مع أذان مغرب اليوم الثلاثاء، لتحل غرة شهر شوال غدا الأربعاء، وفي الساعات الأخيرة من رمضان 2024 يبحث كثير من المصريين عن ثواب آخر ساعة من رمضان، ويعتقد البعض أن تلك الساعة فيها يعتق الله الرقاب من النار، وينشر البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي أحاديث نبوية بعضها غير صحيح لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وحرصا من على بيان صحيح الدين وفق رأي لجان الفتوى الرئيسة بالأزهر والإفتاء، والثابت مما جاء بصحيح السنة النبوية الشريفة، نرصد الصحيح والشائع وما لم يثبت عن النبي الأعظم في تلك الحالة:
من الأحاديث الموضوعة التي لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءت برسالة منتشرة عبر السوشيال ميديا وواتساب تقول: "في آخر يوم من رمضان في آخر ساعة وهي من بعد صلاة العصر إلى أذان المغرب، يعتق الله فيها بقدر ما أعتق في رمضان كله، وهى ساعة إجابة للدعاء تجاب الدعوة ولا ترد.. فهنيئا لمن يستغلها ويدعو ربه ويستغفر".
الكلمات الأخيرة المنتشرة بين بعض المصريين مأخوذة من حديث طويل منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "... ولله عز وجل في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار فإذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره"، ولكنه حديث موضوع حسبما جاء في ضعيف الترغيب.
ومنها أيضًا حديث شهير يقول: "إنَّ للهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من رمضانَ سِتَّمِائةِ ألْفِ عَتيقٍ من النارِ، فإذا كان آخِرُ ليلةٍ أعتَقَ اللهُ بِعددِ كُلِّ مَنْ مَضَى"، ولكن ذكر الإمام ابن حبان أن هذا الحديث لا أصل له.
وأيضًا حديث آخر موضوع لم يصح عن النبي الأعظم، في نفس السياق حسبما يذكر الإمام الجوزي في الموضوعات: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه، وإذا نظر الله إلى عبد لم يعذبه أبداً، ولله في كل يوم ألف ألف عتيق من النار، فإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله".
لكن على الرغم من ذلك فهناك أحاديث ثبتت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن لله عتقاء من النار في كل ليلة من ليالي رمضان، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة".
وكان أستاذ الدراسات العليا بجامعة القصيم بالسعودية، الشيخ الدكتور عبد الله بن عمر السحيباني، أكد عدم صحة الرسالة المتداولة عن كون الله – سبحانه وتعالى – يُعتق من النار في آخر ساعة من رمضان بقدرِ ما يعتق في رمضان كله، وأنها لا تصح.
وقال في منشور سابق عبر حسابه بمنصة إكس (تويتر سابقا): "لم يرد في السنة ما يدل على هذا الأمر، فالأحاديث التي تذكر بأن الله يُعتق في آخر ليلة من رمضان وليس آخر ساعة؛ مُنكرة وضعيفة، ولم تصح عن النبي – صلى الله عليه وسلّم -.
وأصناف "السحيباني": "بالتالي فإن ما ورد في الرسالة المذكورة؛ بأن الله يُعتق في آخر ساعة من رمضان بقدرِ ما يُعتق في رمضان كله، لا تصح، والأحاديث المنكرة والضعيفة لا يصح نشرها إلا على سبيل تنبيه الناس وتحذيرهم منها".
وشدد فى الختام بأنه لا يصح لأحد بأن يكتب وينشر ما يعتقد بأن فيه زيادة في دين الله -سبحانه وتعالى-، وعن كون ذلك يُفسد ولا يُصلح.
اقرأ أيضاً: