"اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع".. الإفتاء
كـتب- علي شبل:
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم مقولة: "اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع"، قائلة إن المقولة المذكورة هي مَثَلٌ سائر على ألسنة المصريين يعبر عن القيم الحضارية العملية المترجمة للأوامر الشرعية التي تُلزم المسلم بترتيب أولوياته وفق مقتضى الحكمة.
وأشارت الإفتاء إلى أن العبارة تفيد بظاهرها أنه لا صدقة إلا بعد الكفاية، بمعنى أنَّ بناء الإنسان مقدمٌ على البنيان، وأن المرء مطالب بالإنفاق في مصارف الخير المتعددة من إعمار المساجد ورعاية الفقراء والمساكين، إلى غير ذلك من وجوه الخير، كلٌّ بحسب حالته وقدرته المالية، وعليه أن يبدأ بنفسه ثم بمن يعول أوَّلًا، فإذا تبقَّى معه شيء بعد ذلك؛ فيحسن له إخراجه في تلك المصارف على نحو من الاعتدال والوسطية في الإخراج والإنفاق.
حكم قول البعض "ربنا افتكره" على المتوفى
وكانت دار الإفتاء أوضحت في فتوى سابقة حكم قول كثير من المصريين عبارة "ربنا افتكره" في الإشارة إلى أحد المتوفين، وذلك بعد تحريم البعض ترديد العبارة بدعوى أن في معناها الصريح أن الله تعالى ينسى- حاشاه سبحانه وتعالى.
في بيان فتواها، قالت الإفتاء إن ما انتشر على ألسنة المصريين من قولهم عند سؤالهم عن شخصٍ قد توفاه الله تعالى ولم يعلم السائل بوفاته: "ربنا افتكره"؛ بحيث يتبادر إلى ذهن السامع على الفور دون حاجةٍ إلى قرينةٍ أو توضيحٍ أنَّ المسئول عنه قد توفِّي وانتقل إلى رحمة الله تعالى؛ لا حرج فيه شرعًا.
وأشارت الإفتاء إلى أنه لا يجوز إساءة الظنِّ بحمل معناه على ما يدل عليه ظاهرُهُ اللغويُّ مِن نِسبة سَبْقِ النسيان إلى الله تعالى -حاشاه سبحانه وتقدَّس شانُهُ-، بل الواجب حملُهُ على المعنى المجازي العُرفي الحسن وهو الرحمة؛ فهذه المقولة من المصريين متضمنة التعبيرَ عن رجائهم خروج المتوفى من ضيق الدنيا إلى سعة رحمة الله بعد الموت الذي لا يضام من ضمَّه إلى رحابه، ومتضمنة كذلك التعبيرَ عن أنَّ الوفاة في حدِّ ذاتهـا راحةٌ للمؤمن من عناء الدنيا وشقائها، وهذه كلها معانٍ حسنة، وَرَدَت بها النصوص الشرعيَّة وعبرت عنها الشخصية المصرية.
اقرأ أيضًا:
كيف أقضي الصلوات الفائتة؟.. 7 أحكام شرعية مهمة يوضحها الأزهر للفتوى
حكم الحج بتأشيرة العمرة.. اختلاف الرأي الشرعي بين الإفتاء المصرية والسعودية
هل أخذ تعويض من شركات التأمين حرام؟.. الإفتاء توضح الرأي الشرعي