لماذا لا يجيز الشرع للمرأة الزواج بأكثر من
كتب-محمد قادوس:
استعرضت إذاعة القرآن الكريم، سؤال لسيدة قالت فيه،" للرجل أن يتزوج بأكثر من زوجة، ولم يجز للمرأة أن تتزوج بأكثر من زوج؟
أجاب على ذلك فضيلة الدكتور عطية صقر، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، قائلًا إن الله- سبحانه وتعالى- قال في القرآن الكريم:" فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ"، ولقد كان تعدد الزوجات معروف وسائدًا في الشرائع الوضعية والأديان السماوية السابقة.
وأضاف صقر في رده، على فيديو منشور عبر القناة الرسمية لإذاعة القرآن الكريم على" يوتيوب": أن الإسلام أقر التعدد بشرط ألا يزيد على أربع. وأن يقيم العدل بينهن، وفي مشروعيته مصلحة للرجل فمن المقرر أنه بحكم تكوينه مستعد للإخصاب في كل وقت من سنه العادي وتتوق نفسه إلى المتعة ما دام في حال سوية.
وأما المرأة فبحكم تكوينها لا تستعد للإخصاب مدة الحمل وهي أشهر طوال، وفي مدة الدورة وهى في الغالب ربع الشهر طيلة عمرها حتى تبلغ سن اليأس، كما أنها لا تحب المتعة مدة الإرضاع التي قد تبلغ حولين كاملين ولا ترغب فيها غالبًا أو تلح عليها إلا في فترة قصيرة جدًا كل شهر حين تنضج البويضة، فكان من العدل والحكمة أن يشرع التعدد ما دامت هناك قدرة عليه وعدل فيه.
وأوضح المفتي الأسبق أن الزوجة قد تكون غير محققة لمتعة الرجل كما يريد إما لعامل في نفسه أو في نفسها هي ولا يريد أن يطلقها، وقد تكون عقيمًا لا تلد وهو يتوق إلى الولد وهو شأن كل رجل بل وشأن كل امرأة، فيبقي عليها لسبب أو لآخر، أو قد تكون هناك عوامل أخرى تحقق له بالتعد، مصلحة مادية أو أدبية أو عاطفية يحب أن ينالها في الحلال بدل أن ينالها في الحرام.
وبين وعضو هيئة كبار العلماء كما أن في تعدد الزوجات مصلحة للمرأة أيضًا إذا كانت عقيمًا أو مريضة وتفضل البقاء في عصمة الرجل لعدم الاطمئنان عليها إذا انفصلت، وقد تكون محبة له يعز عليها أن تفارقه لشرف الانتساب إليه أو لنيل خير لا يوجد عند غيره.
واستكمل صقر: في التعدد مصلحة للمجتمع بضم الأيامى ورعاية الأيتام وبخاصة في الظروف الاستثنائية والتعفف عن الفاحشة، وكذلك بزيادة النسل في بعض البلاد أو في بعض الظروف التي تحتاج إلى جنود أو أيد عاملة.
وتابع: لو أن المرأة إذا حملت أو كانت في فترات الدم أو الرضاع لا تكون مستعدة للحمل مهما كثر اللقاء الجنسي بينها وبين زوجها الواحد، فما هي الفائدة من كثرة اللقاء بينها وبين أكثر من رجل؟ إنها ستكون للمتعة فقط تتداول كما تداول السلعة، وفوق أن هذا إهانة لكرامة المرأة يكون فيه اختلاط للأنساب وتنازع عن المولود.