لماذا لا يستجيب الله للدعاء؟
لماذا لا يستجيب الله للدعاء؟
في برنامج «فتاوى الناس» الذي يُعرض على قناة الناس، تناول الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، تساؤلًا ملحًا يطرحه الكثير من الناس، حيث سأل أحدهم: «لماذا لا يستجيب الله لي رغم أنني لم أرتكب ذنبًا في حياتي؟».
نعمة الطاعة والابتعاد عن الذنوب
أوضح الشيخ عويضة أن كون الإنسان بعيدًا عن الذنوب هو نعمة عظيمة يجب أن تُحتفل بها، فهي تستوجب الشكر والامتنان. واستشهد بكلمات أيوب السختياني، أحد العارفين، الذي قال: «صحبت أيوب عشرين عامًا فما علمت أن الملائكة كتبت عليه سيئة واحدة». هذا يبرز أهمية حفظ اللسان وغض البصر وأكل الحلال كجزء من العبادة.
عدم الاستجابة ليس علامة على غضب الله
أكد الشيخ أن عدم استجابة الدعاء لا يعني أن الله غاضب أو بعيد عن عبده. بل قد يكون ذلك نوعًا من الابتلاء أو مظهرًا من مظاهر الرحمة، حيث يمنع الله عن عبده شيئًا قد يكون ضارًا له في الدنيا، ويختار له ما هو أفضل وأبقى في الآخرة.
أشكال استجابة الدعاء
أشار الشيخ إلى أن الدعاء يمكن أن يُستجاب بطرق مختلفة: إما أن يُستجاب كما دعا العبد، أو يُستجاب له بخير آخر، أو يُرفع به بلاء، أو يُدَّخر ثوابه للآخرة. وقد تكون هذه الأخيرة من أعظم صور الأجر، حيث يُفرح الله عبده يوم القيامة بما لم يُقبل له في الدنيا.
رؤية الخير في كل حال
من ينور الله بصيرته يدرك أن عدم الاستجابة ليست حرمانًا بل هي عطاء في صورة أخرى. لذا، يجب على الناس أن يشكروا الله على حفظهم من الذنوب، وأن ينظروا إلى المنع باعتباره جانبًا آخر من جوانب الرحمة الإلهية.
شراب التوت الحلقة 103
تذكر دائمًا أن الله قريب من عباده، وأن دعواتهم ليست مهدرة، بل تأتي في أوقاتها المناسبة، ويجب أن نتعلم كيف نرى الحكمة في كل ما يحدث لنا.
