بالصور| أسطورة بئر القطب في أسيوط.. مياه
أسيوط ـ محمود عجمي:
بين أزقة المقابر، حيث يعم الهدوء وينتشر السكون في الأرجاء عادة، ويزدحم المكان بالحياة كل خميس وجمعة، وربما في الأعياد والمناسبات؛ إذ يقصد الأهالي من مختلف قرى ومراكز أسيوط "بئر القطب"، باحثين عن مياه مباركة تُغسل أرواحهم وتُشفي أمراضهم وتُحقق أمانيهم -بحسب اعتقادهم-.
تتعدد الروايات حول أصل البئر، لكن تبقى حكاية "القطب" الصالح الأكثر شيوعًا؛ إذ يقال أنّه رجلٌ صالحٌ عاش في تلك المنطقة منذ مئات السنين، حفر بئرًا ليروي عطشه، لتخرج المياه من باطن الأرض.
ورغم صعوبة الرحلة للوصول إليه، إلا أن العديد من الرجال والسيدات يقبلن على زيارته كل جمعة، ليتبراكوا بتلك المياه أو يشربوا منها رغبةً في تحقيق أمنياتهن، خاصةً تلك المتعلقة بالإنجاب أو تيسير الزواج .
وتروى الحكايات التي يتداولها الأهالي أن للتبرك ببئر القطب، طقوسٌ خاصةٌ يتبعها الزائرون؛ البعض يقوم بسحب الماء "بالجردل" أو "الجركن" للشرب أو الاستحمام، بينما تُشعل السيدات الشموع وتضعن الحناء باستخدام مياه البئر، ويقوم بعض الأهالي بتمرير أطفالهم بين فتحات جانبية للبئر ثلاث مرات، معتقدين أنّ ذلك يُخرج "الخضة" من أجسادهم.
يُثير بئر القطب في مقابر أسيوط جدلًا واسعًا حول صحة المعتقدات المرتبطة به، خاصةً فيما يتعلق ببركة مياهه وقدرتها على الشفاء وتحقيق الأمنيات.
في هذا الصدد، يرى الشيخ محمود الجميل، أنّ هذه المعتقدات هي خرافاتٌ لا أساس لها من الصحة، ولا تُمثل أيًّا من تعاليم الدين الإسلامي؛ مؤكدًا أنّ الشفاء من الله وحده، وأنّ طلب البركة يجب أن يكون من خلال الأدعية المشروعة والعمل الصالح.