-

رحلة 150 كيلو من أجل 5 أيتام.. أم السيد تبيع

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

بورسعيد - طارق الرفاعي:

تتواجد العديد من النماذج النسائية المشرفة التي كتبت بجهدها قصص كفاح لتربية أبنائهن بعد وفاة أزواجهن، متحملين مشقة وعناء ظروف الحياة الصعبة، ومن بين هؤلاء "أم السيد" ابنة محافظة الشرقية التي تسافر قرابة 150 كيلو لبيع المنتجات الفلاحي في بورسعيد.

وعلى أحد الأرصفة نطاق حي الشرق بمحافظة بورسعيد تجلس "أم السيد" تحت أشعة الشمس مرتدية ملابسها الفلاحي داكنة اللون، وأمامها تتواجد أكياس وأواني بلاستيكية ومعدنية تضع بداخلها المنتجات والمأكولات الفلاحي الشهيرة مثل: "الفطير المشلتت - المش الفلاحي - البيض البلدي - الجبن القريش - السمن البلدي".

وبابتسامة خفيفة على وجهها الأسمر الممتلئ بالعرق والتعب بدأت حديثها قائلة:"زوجي كان يعمل سائق سيارة أجرة وتوفى في حادث منذ 12 عامًا تاركًا لي 4 أبناء وخامس كان مازال في بطني وقت وفاته أسميته بعد ولادته (محمود) على اسم زوجي الراحل لأجد نفسي أواجه الحياة بمفردي ومعي 5 أبناء".

وتابعت حديثها - بدموع بدأت تملئ عينيها تحاول اخفائها - :"وفاة زوجي كانت أكبر صدمة في حياتي، كان في قمة الأخلاق، ولم يحرمني أنا وأبنائه من شئ طوال حياته حتى مماته، ولم أنزل يومًا لشراء أي شئ للمنزل فلقد كان يشتري كل احتياجاتنا ويحضرها معه إلى المنزل، لذلك افتقده حتى الآن، فبوفاته أصبحت الأم والأب للأولاد، وطوال 12 عامًا تحملت حمل ثقيل للغاية، ولكن الله سبحانه وتعالى كان خير سند لنا ولم يجعلني يوما أحتاج لأي أحد".
وأضافت: "قررت أن أجهز في منزلي الفطير المشلتت والمش الفلاحي والجبن القريش وأحضر البيض، وأسافر يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع لأبيعه في بورسعيد على الأرصفة، والحق يقال رأيت كل خير في بورسعيد، ونالت منتجاتي استحسان الكثيرين وأصبح لي زبائني يتواصلون معي لأحضر لهم احتياجاتهم، والحمد لله رأيت حصاد جهدي وتعبي في أبنائي، فابنتى الكبيرة فى كلية الألسن، وشقيقتها حصلت على دبلوم تجارة وتزوجت، وباقي الأولاد فى مراحل تعليمية مختلفة، فلقد كنت حريصة على تعليم كل أبنائي، ورفضت نهائيا أن يترك أحد منهم تعليمه ليعمل ويساعدني".

"صحتك سلاحك الوحيد".. وبنبرة حزن قالت عند سؤالها عن مساعدة من حولها: "من يقف بجوارك اليوم لن يقف معه غدا، لذلك ايدك وصحتك هما سلاحك الوحيد لمواجهة الظروف الصعبة، والحمد لله ربيت أبنائي بالحلال".

واختتمت حديثها قائلة: "الحمد لله والشكر لله يا رب، بحلم ولادي يكملوا تعليم كلهم وأزوجهم وأحمل أحفادي، ونفسي الناس تدعيلي بالصحة علشان أقدر أكمل لأن مازال المشوار طويل".