مخيم المغازي.. أصغر مخيمات غزة يتعرض للإبادة

مصراوي

يستمر الاحتلال في مجازره التي ينفذها في حق المدنيين الأبرياء العزل بقطاع غزة، لنحو 70 يومًا منذ بداية العدوان على قطاع غزة، ما تسبب في سقوط آلاف الشهداء وعدد كبير من الجرحى والمفقودين أسفل الأنقاض، كان آخر تلك المجازر ما فعلته طائراته في مخيم المغازي وسط قطاع غزة مساء الأحد.

نحو 70 شهيدًا حتى اللحظة وعشرات المفقودين أسفل الأنقاض ومئات الضحايا، حصيلة مجزرة الاحتلال التي نفذتها طائراته باستهداف مربع سكني كامل يأوي الآلاف من المدنيين منهم الكثير من النازحين من مناطق شمال غزة، ما تسبب في سقوط العديد من الشهداء الأبرياء غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن.

ويقع مخيم المغازي، في منتصف قطاع غزة، تحده من الغرب قرية الزوايدة؛ ومن الشرق خط التحديد؛ ومن الشمال مخيم البريج؛ ومن الجنوب قرية المصدر، ويصفه البعض بأنه خاصرة قطاع غزة بالنسبة للمساحة بين خط التحديد وشاطيء البحر؛ حيث تبلغ المساحة حوالي 7 كيلو متر تقريباً، وهو واحد من أصغر المخيمات في غزة، سواء من حيث الحجم أو من حيث عدد السكان.

أنشئ مخيم المغازي كغيره من العديد من مخيمات قطاع غزة، عام 1949م بعد نكبة 1948، وكان موقعًا للجيش البريطاني في الفترة السابقة، حسب روايات كبار السن الذين عاشوا تلك الفترة، والحفريات التي أظهرت بقايا الملاجئ البريطانية.

بلغت مساحة المخيم منذ إنشائه 559 دونماً، إلا أن الزيادة السكانية أدت إلى الاكتظاظ السكاني؛ ما أدى إلى اتساع مساحته من جوانبه الغربية والشمالية والجنوبية على حساب الأراضي الزراعية المجاورة.

بلغ عدد سكان المخيم عام 1967 حوالي 8167 نسمة؛ وبلغ عدد سكانه وفق إحصائيات وكالة الغوث حوالي 10916 نسمة عام 1987، ويعد الأعلى كثافة سكانية في المخيمات نظراً لضيق مساحته، بينما يبلغ عدد سكان المخيم حسب تقديرات جهاز الإحصاء المركزي منتصف العام 2023 نحو 21215 لاجيء.

معظم اللاجئين الذين يسكنون في المخيم في مساحة لا تزيد عن 0,6 كيلومتر مربع. كانوا قد قدموا إلى المخيم بعد هروبهم بسبب الأعمال العدائية التي رافقت الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، وتنحدر أصولهم من القرى الواقعة جنوب ووسط فلسطين.

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، اليوم الأحد، إن ما يحدث في مخيم المغازي إبادة لمربع سكني بأكمله.

وأشار القدرة إلى أن عدد الشهداء وصل إلى 70 لكن الرقم مرشح للزيادة مع وجود كثيرين تحت الأنقاض، مؤكدا أن هناك استهدافات مركزة للمنطقة الوسطى من قطاع غزة.

ولفت المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يوجه السكان لأماكن قتلهم الجماعي في المناطق التي يدّعي أنها آمنة.

فيما قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في بيان لها، مساء اليوم الأحد، إن الاحتلال ارتكب مجزرة مروعة في مخيم المغازي في جريمة حرب جديدة امتدادا لحرب الإبادة التي يرتكبها ضد الأطفال والمدنيين.

وأوضحت حماس أن قصف الاحتلال الإسرائيلي الغادر والجبان ضد الآمنين محاولة لترميم صورة جيشه المهزوم والمدعوم من إدارة بايدن شريكه الأول في إجرامه وعدوانه.