اكتشاف أثري في البهنسا بالمنيا.. لأول مرة
كتب- أحمد السعداوي:
نجحت البعثة الأثرية الإسبانية من جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، برئاسة د.مايته ماسكورت، ود.إستر بونس ميلادو، في الكشف عن عدد من المقابر تعود إلى العصرَين البطلمي والروماني، وعدد من المومياوات من العصر الروماني، خلال أعمال حفائرها بمنطقة البهنسا الأثرية بمحافظة المنيا.
وأوضح د.مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المقابر التي تم اكتشافها من العصر الروماني تم العثور عليها في الناحية الشرقية من الجبانة العليا بالبهنسا، وهي مقابر ذات نمط جديد من الدفن؛ حيث تتكون من حفرة محفورة في الصخر الطبيعي في باطن الأرض، وتم العثور، لأول مرة في منطقة البهنسا، على تماثيل التراكوتا تصور المعبودة إيزيس أفروديت، وهي تضع على رأسها إكليلًا نباتيًّا يعلوه تاج، الأمر الذي يشير إلى أن المنطقة لا تزال تبوح عن العديد من الأسرار وطرز الدفن بها خلال العصور المختلفة.
وقال د.عادل عكاشة، رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطي، إن البعثة عثرت أيضًا على أجزاء من البردي داخل ختم من الطين، بالإضافة إلى عدد كبير من المومياوات الملفوفة بلفائف ملونة غُطى وجه بعض منها بأقنعة جنائزية مذهبة وملونة، وعثر بداخل فم اثنتين منها على لسان من الذهب، وهي شعيرة معروفة من العصر الروماني في البهنسا؛ للحفاظ على المتوفى.
وقال د. جمال السمسطاوي، مدير عام آثار مصر الوسطى، إن التصميم المعماري للمقابر في هذا الموقع عبارة عن بئر من الحجر ينتهي بباب مغلق بالطوب اللبن، يؤدي إلى حفرة كبيرة عثر بداخلها على مجموعة من التوابيت الفارغة، وأخرى مغلقة بداخلها مومياوات مغطاة بالكارتوناج الملون، مضيفًا أن العثور على 23 مومياء محنطة خارج التوابيت، وأربعة توابيت ذات شكل آدمي يوجد بداخل أحدها مومياوتان وقنينات عطور نذرية صغيرة.
وأفاد د.حسان عامر، أستاذ الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة، ومدير حفائر البعثة، أن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن عدد من الكتل الحجرية التي تعود إلى مبنى مهدم زينت عدد كبير منها برسومات نباتية وعناقيد من العنب ومجموعات من الحيوانات والطيور؛ مثل الحمام وثعابين كوبرا، لافتًا إلى أن البعثة سوف تستكمل أعمالها في الموقع خلال مواسم الحفائر القادمة، في محاولة للكشف عن المزيد.