أمين مساعد "البحوث الإسلامية": الفهم الأعوج
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
نظمت الأمانة العامة للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية ندوة تثقيفية بجامعة المنصورة الجديدة شارك فيها الدكتور محمود الهواري الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بالمجمع، وعدد من وعاظ منطقة الدقهلية على رأسهم الشيخ سامي عجور مدير عام المنطقة وعدد من السادة الدعاة والوعاظ.
وعُقدت الندوة بحضور الدكتور معوض الخولي رئيس الجامعة، وعدد من عمداء الكليات وأساتذة الجامعة، وحضور كبير من الطلبة والطالبات، ودارت الندوة حول بعض المفاهيم الشبابية التي تزداد حولها الأسئلة، والتي يتخذ الشباب منها مواقف متباينة، طبقا للتصورات المختلفة، كمفاهيم الحرية والضوابط المجتمعية وعلاقة الإنسان بغيره ومجتمعه.
في بداية اللقاء أعرب الهواري عن شكره وتقديره لرئيس الجامعة والحضور، مشيرًا إلى أهمية مثل هذه الفعاليات المشتركة والتي تأتي تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بضرورة التعاون الفعال والمثمر بين الأزهر الشريف بجميع قطاعاته والمؤسسات العلمية والتعليمية داخل مصر، وبإشراف الدكتور محمد الضويني، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد.
وأشار إلى أن الحرية مطلب إنساني مشروع، وأن الحرية تعني الحياة، موضحا أن فهم الشباب لهذه الحرية قد يكون مجانبا للصواب في ظل الممارسات التي تتعارض مع معنى الحرية الحقيقي.
وأكد الهواري، أن قول الشباب "أنا حر" لا تعني أن يفعل الإنسان ما يريد في الوقت الذي يريد دون التقيد بالقيم الدينية والممارسات الأخلاقية وضوابط المجتمع والأعراف المستقرة، وأن هذا الفهم الأعوج للحرية هو الذي يهدد استقرار المجتمعات، وهو الذي يقوض بنيانها، ويؤخر مسيرتها، وأن الحرية في عرف الناس وعبر التاريخ تتدرج في مستويات متعددة، كما أن هذه الحرية لها معان واستعمالات متعددة، فهناك الحرية المقابلة للعبودية، والحرية التي تعني البراءة من الشوائب والنقائص والحرية التي تعني الانفلات من القيود.
واستعرض الأمين المساعد، مع الشباب هذه المستويات المتباينة من الحرية، ليصل من خلال مقارنة سريعة بينها إلى أن الحرية الحقيقية حرية حكيمة، وليست حرية حمقاء، مشددًا على الشباب ألا ينخدعوا بالدعوات البراقة التي تخالف الواقع، والتي تدعو إلى الحرية المطلقة بمعنى الخروج على المألوف الديني والمجتمعي، فهذه الحرية في حقيقتها طعن في هوية المجتمع المستقرة، ودعوة إلى الانفلات من قيوده، وهي فوضى في الحقيقة وليست حرية أبدا.
وضرب الهواري عدة أمثلة حياتية ليؤكد أن القوانين واللوائح التي تنظم حياة الناس لا تقيد الحرية، وإنما تضمن للحرية ممارسة حقيقية دون فوضى أو تخريب. وقد ضمن الإسلام للناس الحرية في حياتهم، حتى في عقيدتهم وإيمانهم، ولم تكن حرية العقيدة في الإسلام كلامًا نظريًا فحسب، بل مارسها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمليًا ولم يتوقف عند حد التنظير، فلم يُكره أحدًا على الدخول في الإسلام، قال الله عز وجل: «لا إكراه في الدين» فالدين يجمع بين النظرية والتطبيق والعلم والعمل، وفي قصة إسلام ثمامة بن أثال الحنفي خير دليل على هذا؛ حيث لم يجبره رسول الله على الإسلام، وإنما عرضه عليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وتركه لقناعته، وهذا هو الواجب أن نعرض الإسلام وأوامره ونواهيه على الناس.
وأوضح الأمين المساعد أن تخوف البعض من كلمة «العبودية» لا مبرر له، فالعبودية لله منتهى الحرية، وهي شرف وفخر وعز.