مواجهة مزدوجة| تضاعف أسعار الكتب الخارجية أزمة
كتب وصور- محمود الطوخي:
وقفت فاطمة عبدالعليم أمام إحدى المكتبات في سوق الفجالة بوسط القاهرة، وفي جعبتها 700 جنيه لشراء الكتب الخارجية التي ستحتاجها ابنتها، إذ ارتقت إلى الصف الثالث الثانوى، لكن ارتفاع الأسعار الأخير خيّب رجاءها: "بقبض معاش زوجى 1500 جنيه، اشتريت بنصفهم طلبات للبيت وجيت عشان أشترى الكتب اللى بنتى محتاجاها بس مجبوش غير 3 كتب"
الارتفاعات الأخيرة في أسعار الكتب الخارجية خلفت حالة من الركود في محال بيع الكتب الخارجية في سوق الفجالة، إذ اتجه بعض أولياء الأمور إلى شراء الكتب المستعملة من منطقة سور الأزبكية أو تصوير الكتب الجديدة، بحسب مينا محسن صاحب المكتبة الشرقية.
يوضح محسن أن الأسعار ارتفعت بنسبة 100% عن الفترة نفسها من العام الدراسي الماضي، و40% عن الفصل الدراسي الثانى، بسبب غلاء أسعار مستلزمات الطباعة خلال فترة الحجز الجمركي في شهرى مارس وأبريل الماضيين، فبلغ مجموع أسعار الكتب لأحد صفوف المرحلة الإعدادية نحو 700 جنيه: "الناس مخضوضة وبدأت تجزأ الكتب ومش بتشتريها مرة واحدة".
يشير محسن إلى أن تغير بعض المناهج هو أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع أسعار الكتب الخارجية، إذ يؤدي إلى خسارة التجار ودور النشر لمئات النسخ التى تمت طباعتها أو المتبقية من سنوات سابقة: "90 % من الكتب متواجدة بالأسواق ما عدا الخاصة بالصف السادس الإبتدائى بسبب تغير المناهج لبعض المواد".
وتبدء أسعار الكتب الخارجية للمرحلة الابتدائية من 110 جنيهات، و120 جنيها للمرحلة الإعدادية، ومن 140: 220 جنيها للصفين الأول والثاني الثانوي، فيما تراوحت أسعار كتب الصف الثالث الثانوى بين 180: 300 جنيه، يقول محسن: "هي دي أسعار الكتب المتواجدة حاليا في الأسواق، بس كتب مدارس اللغات لسه مانزلتش أغلبها".
ويؤكد محسن أن تراجع الإقبال على شراء الكتب الخارجية يدفع التجار إلى فكرة "حرق الأسعار"؛ تخوفا من الخسائر التي يسببها عدم بيعها: "الكتاب مثلا لو ثمنه 200 جنيه ومطبوع على الكتاب بنضطر نخفضه ونبيعه بـ 190 أو 180 جنيه"، حيث تقدم المكتبات تخفيضات وعروض بخصم يتراوح من 5%: 20 %، وتختلف النسبة من مكتبة إلى أخرى.
وبالرغم من القفزة الكبيرة في أسعار الكتب الخارجية لجميع المراحل التعليمية والتي يشكو منها التجار وأصحاب المكتبات بالفجالة، فإن المستهلك وحده من يتحمل الفارق في الأسعار وفق بركات صفا نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية بالغرفة التجارية، الذي يرجع زيادة الطلب على الكتب الخارجية إلى البداية المبكرة للدروس الخصوصية، وانقطاع الطلبة عن الذهاب إلى المدرسة: "الطلبة أصبحت تعتمد بشكل كامل على الدروس الخصوصية اللى بيفرض فيها الدرسين شراء الكتب الخارجية".
ويرى صفا أنه من غير المعقول أن يحدث انخفاض في أسعار الكتب الخارجية أو المطبوعات بشكل عام بعد الإفراجات الجمركية عن مستلزمات الطباعة من الورق والأحبار؛ بسبب الغرامات التى واجهها المستوردون نتيجة احتجاز البضائع في الموانئ: "الغرامات دى بيسددها المستورد بالدولار اللى بيشتريه من السوق السوداء بفارق كبير عن السعر الرسمي وبيستفيد منها شركات الخطوط الملاحية الأجنبية وليس مصر".
وتستورد مصر من 280 إلى 300 ألف طن ورق سنويا؛ لسد الفجوة بين حجم الاستهلاك البالغ 450 ألف طن والإنتاج المحلى الذي لا يتخطى 170 ألف طن.
تخطط فاطمة عبد العليم للعودة مرة أخرى إلى سوق الفجالة لشراء الكتب المتبقية إذا تمكنت من توفير ثمنها، أو تتجه إلى سور الأزبكية لشراء نسخ مستعملة من بعضها، وربما تفعل كغيرها ممن لجؤوا إلى تصوير الكتب الجديدة بإحدى المكتبات الخاصة.