تنديد أوروبي بقرار موسكو إنهاء العمل باتفاق
(دويتشه فيله)
فيما عبرت لندن عن خيبة أملها من قرار موسكو انهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، شجبت المفوضية الأوروبية القرار الروسي بشدة، فيما أكدت روسيا أن قرارها غير مرتبط بالهجوم على جسر في القرم.
أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لايين "بشدة" إعلان موسكو أن الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية، المهم للأمن الغذائي العالمي، "انتهى عمليا". وقالت في تغريدة "إنني أدين بشدة القرار الروسي الوقح بإنهاء اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب، على الرغم من جهود الأمم المتحدة وتركيا. الاتحاد الأوروبي يسعى جاهدًا لضمان الأمن الغذائي للسكان الضعفاء على هذا الكوكب". وقالت روسيا اليوم الاثنين إنها أوقفت مشاركتها في اتفاق مهم توسطت فيه الأمم المتحدة يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بعد ساعات من إعلان موسكو أن أوكرانيا هاجمت جسرا رئيسيا في القرم.
ولقي زوجان حتفهما وأصيبت ابنتهما فيما وصفته روسيا بهجوم إرهابي على جسر القرم وهو شريان رئيسي للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا ومشروع يفتخر به الرئيس فلاديمير بوتين وافتتحه شخصيا.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن موسكو أبلغت تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بأنها تعارض تمديد الاتفاق. وقالت روسيا إنها ستكون على استعداد لبحث إمكانية العودة إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود إذا رأت "نتائج ملموسة"، مضيفة أن مطالبها لم تلبى حتى الآن.
من جهتها اعلنت الحكومة البريطانية الاثنين ان إعلان روسيا إنهاءاتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية "مخيب للآمال" وهي تعتبر حاسمة بالنسبة للغذاء العالمي.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك "من الواضح أنه مخيب للآمال. لكننا سنواصل المحادثات". واضاف "إذا لم تجدد روسيا الاتفاقية فستحرم الملايين من إمدادات الحبوب الأساسية بالنسبة لهم".
كما ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه يعتقد أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين مازال يعتزم تجديد الاتفاق الدولي للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا التي مزقتها الحرب. وقال أردوغان للصحفيين في إسطنبول "أعتقد أن الرئيس الروسي بوتين يريد مواصلة هذا الجسر الإنساني رغم بيان اليوم (الروسي)"، مشيرا إلى اتفاق نقل الحبوب في البحر الأسود.
وارتفعت عقود القمح الآجلة في بورصة شيكاغو التجارية 3.4 بالمئة إلى 6.84 دولار للبوشل (وهو مكيال إنجليزي للحبوب) الساعة 0910 بتوقيت جرينتش بعد أن ارتفع في وقت سابق أكثر من أربعة بالمئة.
وروسيا وأوكرانيا من أكبر منتجي المحاصيل الزراعية في العالم، ولاعبان رئيسيان في أسواق القمح والشعير والذرة وزيوت اللفت ودوار الشمس. وتهيمن روسيا أيضا على سوق الأسمدة.
ولإقناع روسيا بالموافقة على اتفاق البحر الأسود، جرى التوصل في يوليو تموز 2022 إلى مذكرة تفاهم مدتها ثلاث سنوات وافق بموجبها مسؤولو الأمم المتحدة على مساعدة روسيا في إيصال صادراتها من الأغذية والأسمدة إلى الأسواق العالمية.
ولا تخضع الصادرات الروسية من الأغذية والأسمدة للعقوبات الغربية المفروضة بعد غزو أوكرانيا، وتقول موسكو إن آثار القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين تصل إلى حد إعاقة تلك الشحنات.