الإفتاء توضح معنى العلو في قوله تعالى:
كـتب- علي شبل:
كشفت دار الإفتاء المصرية عن معنى العلو في قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾، مؤكدة أن الله سبحانه وتعالى لا يحويه مكان.
وأضافت الإفتاء، في منشور عبر الصفحة الرسمية للدار على فيسبوك، أن من ثوابت العقيدة عند المسلمين أن الله تعالى لا يحويه مكانٌ ولا يحدُّه زمانٌ؛ لأن المكان والزمان مخلوقان، وتعالى الله سبحانه أن يحيط به شيءٌ من خلقه، بل هو خالق كل شيء، وهو المحيط بكل شيء، وهذا الاعتقاد متفقٌ عليه بين المسلمين، وقد عبَّر عن ذلك أهل العلم بقولهم: كان الله ولا مكان، وهو على ما كان قبل خلق المكان، لم يتغير عمَّا كان.
علي جمعة: العرش مخلوق عظيم
كان الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أوضح، خلال حلقة سابقة من برنامجه والله أعلم على فضائية cbc، أن عرش الرحمن هو أعظم مخلوقات الله تعالى حجما، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم مخلوقات الله سبحانه وتعالى على الإطلاق، لافتا إلى أنه لا تعارض مطلقا بين مكانة النبي بين الخلق واسمه المغفور على عرش الرحمن.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن العرش مخلوق عظيم غاية العظمة، كبير غاية الكِبَر، وكأن السماوات السبع حلقة في فلاة بالنسبة للعرش، قائلًا، في منشور سابق عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: إذن فالعرش أعظم مخلوقات الله حجماً، ولكن نقول إن سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- خير المخلوقات وأعظمها قدراً، فهو أفضل من ذلك العرش الكبير، ونقول (اللهم صلِّ على عرش استواء رحمانيَّتك) فإن العرش تجلى اللهُ عليه بالقهر {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} استوى أي قهره، وأسكنه، لأنه قد يكون فيه فخر وعظمة بنفسه، ويستحق هذا الفخر والعظمة بنفسه، لكن الله سبحانه استوى عليه، أي استولى عليه وقهره، لكن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم استوت عليه رحمانيَّة الله فنقول (اللهم صلِّ على عرش استواء رحمانيَّتك) كأننا نقول للعرش: معنا من هو أفضل منك وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مظهر رحمة الله {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} وإن كان العرش هو مظهر قهر الله وعظمته وهما من صفات الجلال؛ فإن الرحمة من صفات الجمال، والجمال مُقدَّم على الجلال لأننا لا طاقة لنا بجلال الله، لذلك نحن نرجو جماله وعفوه ورحمته وصفحه عنا وغفرانه لنا.
اقرأ أيضًا: