-

"ثأر هنية".. هل يكون رد إيران انتقاميا أم عملية

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- محمد صفوت:

يشهد الشرق الأوسط المشتعل بفعل الحرب في غزة اضطرابات وتحركات عسكرية واسعة في ظل الرد الإيراني المنتظر على اغتيال زعيم المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في أراضيها.

وتوعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئ، بالثأر لهنية، ورددت القيادات الإيرانية تصريحات مماثلة، مهددة باستهداف إسرائيل العدو اللدود لطهران، فيما عززت القوات الأمريكية تواجدها بالمنطقة.

تحركات عسكرية بالمنطق

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" نشر مزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة، تحسبًا لرد انتقامي من إيران، لكن البنتاجون أكد أن هذه الخطوة لتخفيف احتمالات تصعيد إقليمي من جانب إيران أو وكلائها.

يمثل القرار الذي أعلنه "البنتاجون" أكبر تحرك للقوات الأمريكية بالمنطقة منذ الأيام الأولى لحرب غزة، عندما أرسلت واشنطن حاملتي طائرات نحو الشرق الأوسط لضمان "عدم توسيع نطاق الحرب في غزة"، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية آنذاك.

ويسعى اللاعبون الرئيسيون في العالم والمنطقة إلى تجنب حرب إقليمية تهدد الشرق الأوسط، الذي وضعته الحرب في غزة والتوترات بين حزب الله وإيران وإسرائيل على برميل بارود، قد ينفجر في أي لحظة.

وتشهد إسرائيل حالة استنفار قصوى تحسبًا للرد الإيراني الذي قد يعني سلسلة من الردود الإسرائيلية، ما يهدد بانزلاق المنطقة في حرب واسعة.

وفي ظل الحشد العسكري الأمريكي ومحاولات التهدئة، وصل قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي الجنرال مايكل كوريلا، إلى المنطقة، في زيارة خطط لها قبل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، لحشد القوى العربية والإقليمية التي شاركت في صد الهجوم الإيراني السابق في 13 أبريل.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، قوله، إن بلاده تعيد دائما تقييم وضع قواتها بالشرق الأوسط للتأكد من أن لديها ما تحتاجه للدفاع عن أنفسها وقواتها وحلفائها وشركائها.

وقال كيربي: "لقد سمعنا خامنئي بصوت عال وواضح أنه ينوي الانتقام لمقتل هنية، وأنهم يريدون شن هجوم آخر على إسرائيل، وعلينا التأكد من أن لدينا الموارد والقدرات المناسبة في المنطقة".

توقعات بموعد الرد الإيراني

وليل الجمعة/السبت، ترددت أنباء عن استعداد إيران لبدء ضربتها الانتقامية ضد إسرائيل ردًا على اغتيال هنية، لكن سرعان ما كشفت وسائل إعلام أمريكية بينها "وول ستريت جورنال" و"أكسيوس" عن توقعات بموعد الرد الإيراني.

ونقلت "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن مسؤولين قولهم إن الإدارة الأمريكية تتوقع الرد الإيراني في نهاية الأسبوع الجاري، وأن يكون ردًا مشابهًا لهجوم 13 أبريل.

ونقل موقع "أكسيوس" الجمعة، عن 3 مسؤولين أمريكيين تصريحات مشابه، إذ أكد أن الإدارة الأمريكية مقتنعة بأن طهران ستهاجم إسرائيل، خلال الأسبوع الجاري، وأن الرد سيكون مشابه لهجوم 13 أبريل، لكنها ربما يكون أوسع نطاقًا ويشارك فيه حزب الله ووكلاء آخرين لطهران بالمنطقة.

بعد التعهدات الإيرانية بالرد على اغتيال هنية، عقد الأربعاء الماضي، في طهران اجتماعًا لقيادات الجماعات الموالية لإيران، لبحث وتنسيق الرد المحتمل على إسرائيل، وفق ما ذكرته "رويترز" نقلاً عن 5 مصادر.

وتلقى مجتمع الاستخبارات الأمريكي مؤشرات واضحة على أن إيران عازمة على الرد، وفق ما صرح به مسؤول أمريكي لـ"أكسيوس".

ونقل الموقع الأمريكي، عن مسؤولين آخرين قولهم إن الأمر قد يستغرق من الإيرانيين ووكلائهم بضعة أيام للتنسيق والتحضير لهجوم على إسرائيل.

هجوم إيراني مشابه لهجمات 13 أبريل

وعن الاستعدادات لصد الهجوم المحتمل، قال مسؤول أمريكي لـ"أكسيوس" إن البنتاجون والقيادة المركزية الأمريكية تتخذان استعدادات مماثلة لتلك التي تم إجراؤها قبل هجوم 13 أبريل الماضي.

واليوم، وسط التحركات العسكرية وزيارة قائد القيادة الأمريكية المركزية إلى المنطقة، كشف "أكسيوس" عن توقعات بأن تهاجم إيران إسرائيل يوم غد الاثنين وبنفس الأسلوب في الهجوم الذي شنته في 13 أبريل الماضي.

ونقل "أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، إنهم لا يعرفون ما إذا كانت إيران وحزب الله سينفذان هجوما منسقا أم سيعملان بشكل منفصل.

وسط التحركات العسكرية لصد الهجوم المحتمل، والجهود الدبلوماسية لاحتواء التصعيد، خوفًا من الانزلاق إلى حرب إقليمية واسعة، كشفت صحيفة "الجريدة" الكويتية، عن اجتماع سري لوفد أمريكي زار طهران مؤخرًا بهدف احتواء الأزمة.

ونقلت "الجريدة" عن مصدر رفيع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قوله إن الزيارة تم تنسيقها بوساطة عمانية، بهدف نقل رسالة تهدئة وتحذير لتفادي جر المنطقة إلى حرب واسعة.

عرض أمريكي لخفض التصعيد

وبحسب الصحيفة الكويتية، قدم الوفد الأمني الأمريكي عرضًا لطهران بهدف احتواء التصعيد، تضن لائحة بأسماء 10 شخصيات قيل إنهم عملاء لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في إيران، تزعم واشنطن أنهم متورطون في اغتيال هنية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

كما تضمن العرض الأمريكي، تعليق حزمة من العقوبات الاقتصادية الموقعة على طهران، والعودة إلى الاتفاق النووي لتكون ضربة لليمين الإسرائيلي المتطرف، واستعدادهم لقبول عملية منسقة مسبقًا "لحفظ ماء الوجه" تنزع فتيل الأزمة بدلاً من الانزلاق في حرب واسعة.

وأكد الوفد الأمني الأمريكي، أن واشنطن ملتزمة بالدفاع عن إسرائيل، لكنها لا تريد حربًا مع إيران، ولا إتاحة الفرصة لنتنياهو لتنفيذ سياساته في المنطقة.

وفي أبريل الماضي، استهدفت صواريخ ومسيرات إيرانية دولة الاحتلال بعد تنسيق مسبق وإعلان عن موعد الهجوم، ما منح الدولة العبرية وحليفتها الولايات المتحدة الوقت للاستعداد، وأسقطت معظم الصواريخ والمسيرات الإيرانية البالغ عددها 300 طائرة مسيرة وصاروخ.

وبعد هجوم أبريل الماضي، اعترفت 4 دول إلى جانب إسرائيل، بالمساهمة في صد الهجوم الإيراني، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن.