لفظ أنفاسه الأخيرة محتضنًا كتاب الله.. "عمر"

الدقهلية - رامي محمود:

لم يعتاد سكان منطقة ناصر بشارع البحر الأعظم بمدينة طلخا محافظة الدقهلية، على انقطاع التيار الكهربائي، كون المنطقة تضم عددًا من البنوك والمنشآت الحيوية قوات أمن الدقهلية، ومحطة الكهرباء، فضلًا عن عدم إدراج المنطقة ضمن خطة تخفيف الأحمال.

اعتاد الطفل "عمر" صاحب الـ8 أعوام التوجه إلى مُحفظة القرآن الكريم ببرج كريستاله والتي بدأ معها منذ أسابيع قليلة عقب بدء إجازة نهاية العام، بذات المنطقة، مستقلًا المصعد إلى الطابق العاشر وفجأة عند وصول عقارب الساعة الرابعة توقف المصعد بين طابقين وحل الظلام بداخله ليرتعد قلب الطفل المصاب بمرض في القلب ويلقي مصرعه بسكتة قلبية نتيجة الانقطاع المفاجئ للتيار.

لم تتمالك الأسرة هول الصدمة ليصلوا إلى موقع الحادث ليجدوا "نجلهم الأكبر" لفظ أنفاسه الأخيرة، محتضنًا كتاب الله.

"ده ابني البكري وكان مريض قلب، وبفضل ربنا حالته تحسنت، لكن عليه العوض مات من الخوف".. وسط دموع وانهيار جلست "سمر" والدة الطفل، داخل مسكنها محتضنة ملابسه تشتم منها رائحته غير مصدقه وفاة نجلها .

"كنت بتمناه من الدنيا والله وعمر مامتش أنا شوفت ابنى حاضن مصحفه، والخوف باين على جثمانه" تتمتم الأم بكلمات موجعة، بعد موت نجلها وفجأة تنظر إلى السماء داعية أن ترى فلذة كبدها.

أما الأب ويعمل مفتش فضائي بشركة كهرباء جنوب الدقهلية، فقال:"عمر انتهي من امتحانات نهاية العام، وقرر حفظ القرآن الكريم مستغلًا إجازة نهاية العام، وانتقاله إلى الصف الرابع الابتدائي بمدرسة الشهيد محمد السيد حسين الابتدائية واخترنا مُحفظة القرآن الكريم، والتي تقطن داخل برج كريستاله المجاور لمنزلنا".

وأضاف :" تفاجأنا باتصال هاتفي من محفظة القرآن تقول تعالى بسرعة عمر محبوس في الأسانسير والكهرباء قطعت وبيبكي ويصرخ من الخوف، وروحت لاقيته مات".

وتابع الأب: "فور فتح باب المصعد وجدت عمر مستلقي على ظهره حاضنًا المصحف وكأنه كان يستأنس به ويستقوي به للتغلب على خوفه إلا أن روحه فاضت إلى بارئها بسبب انقطاع الكهرباء المفاجئ".

وكان اللواء مروان حبيب مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارًا من اللواء محمد عز، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ للعميد أحمد الجميلي، مأمور مركز شرطة طلخا بوفاة طفل داخل مصعد ببرج سكني بشارع البحر الأعظم "دائرة المركز".

وانتقل ضباط وحدة مباحث مركز شرطة طلخا بقيادة المقدم محمد فوزي، رئيس المباحث وسيارة الإسعاف، وتبين مصرع الطفل"عمر إسلام محسن عطية"، 8 أعوام.

وأشارت التحريات إلى أن الطفل توجه لمُحفظة قرآن بذات العقار محل الواقعة واستقل المصعد للطابق العاشر، إلا أن التيار الكهربائي انقطع وتوقف بين الطابقين السادس والسابع ولقى مصرعه متأثرًا بإصابته بأزمة قلبية.

جرى نقل جثمان الطفل الى المستشفى، وأكد تقرير مفتش الصحة أن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية، نتج عنه توقف عضلة القلب ووفاته ولا توجد شبهة جنائية وراء الحادث، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات وجرى تسليم الجثمان لذويه والتصريح بالدفن.