-

هل اقترب انتهاء مسار نتنياهو السياسي؟

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتبت- سلمى سمير:

منذ بدء "طوفان الأقصى" ورد الاحتلال عليها بـ "السيوف الحديدة" تغير الرأي العام في إسرائيل ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو أيما تغير وصل حد مطالبته بترك لجام قيادة المعركة في غزة لشخص أكثر قدرة ومناسبة على تولي الأمور، حسب تصريح أدلى به وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون لهيئة البث الإسرائيلية.

فشل ذريع

حسب رؤية المسؤول العسكري السابق فإن نتنياهو لم يملئ عين يعلون كقائد قادر على إنهاء الوضع كارثية الوضع الحالي، قائلًا إن نتنياهو غير قادر على إخراج إسرائيل من الأزمة الحالية التي تمر بها، بل ذهب لأبعد من ذلك ونادى بضرورة عقد انتخابات مبكرة في أسرع وقت لانتخاب زعيمًا آخر للإسرائيليين.

مطالبة نتنياهو وحكومته بالرحيل لم يقتصر على المسؤولين السابقين فقط، بل حتى امتد إلى الكنيست الإسرائيلي، مع طلب عضو الكنيست عوفر كسيف برحيل نتنياهو وحكومته اليمينية متهمًا إياهم بالميل بإسرائيل نحو "نظام ديكتاتوري فاشٍ" وتجاهل أهمية أرواح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر.

وواكب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، كسيف في تصريحاته مع تشكيك في قدرة نتنياهو على قيادة إسرائيل تحت وطأة الأحداث المدمرة الحالية التي وقعت في فترة ولايته، قائلًا إن الناس لا تثق في نتنياهو، يأتي هذا بينما دعاه رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي للاستقالة بشكل فوري مع اتهامه للحكومة الحالية بأنها "مختلة وظيفيًا" حسبما ذكرت صحيفة "ذا أوبزرفر".

وحسب صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" العبرية، فإن نتنياهو يرفض قبول تحمل المسؤولية عن أحداث الـ7 من أكتوبر في الوقت الذي أعلن فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، ووزير الدفاع يوآف جالانت، تحملهم لمسؤولية هجوم كتائب القسام على المستوطنات المحيطة بغلاف قطاع غزة، وهو أمر تسبب في غضب الشعب الإسرائيلي الذي يدعو نتنياهو لتحمل المسؤولية عما حدث فوفق استطلاع رأي أجرته صحيفة "معاريف" العبرية يرى 80% من الإسرائيليين إن نتنياهو يتحمل مسؤولية ما حدث في الـ7 من أكتوبر.

انتقاد أمريكي

ولا تقتصر تصريحات السياسيين عن انتهاء العمر الافتراضي لنتنياهو في سدة الحكم، بل وصل الأمر إلى الأروقة الأمريكية، حيث ناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته مسألة معدودية أيام نتنياهو في الحكم، وهو شيء لم يخفيه بايدن عن صديقه الإسرائيلي بل نقله له خلال محادثاتهم الأخيرة، حسبما ذكرت صحيفة "بوليتكو" الأمريكية.

ولم يكتف النقاش الأمريكي بإبلاغ نتنياهو بوجهة النظر الأمريكية بل ذهب إلى إعلامه بالنصائح التي سيعطيها إلى خليفته القادم لإدارة إسرائيل، مع اعتقاد واشنطن بأن نتنياهو لن يستمر في منصبه أكثر من عدة أشهر أو حتى انتهاء الصراع الحالي في قطاع غزة، وذلك حسبما نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين أعربوا مع ذلك أنه لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه السياسة الإسرائيلية في المستقبل.

وفي استطلاع رأي أجرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، قال 49% من الأصوات إنهم سيختارون زعيم حزب الوحدة الوطنية ووزير الدفاع السابق بيني جانتس لتقلد منصب رئيس الوزراء القادم لإسرائيل، بينما اختار 28% فقط منهم نتنياهو، في حين لم يقرر الباقون من سيختارون.

ومع تنبؤات بقرب انتهاء مسار نتنياهو السياسي، إلا أن ما ينتظره أبعد من ذلك، مع حساب يُعد لرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي روج لنفسه خلال حملته الانتخابية أنه المنتظر الذي سيحمي إسرائيل، فذكر المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه لـ "بوليتيكو" أن كشف حساب ينتظر نتنياهو داخل المجتمع الإسرائيلي، مع فشله في السيطرة على زمام الأمور مذ اندلعت الأحداث في الـ7 من أكتوبر، والتي ألقى نتنياهو مسؤوليتها على أجهزة الأمن الإسرائيلية التي فشلت في التنبؤ بما تخطط له حركة المقاومة الفلسطينية حماس، لكنه سرعان ما حذف المنشور الذي أدان فيه الاستخبارات الإسرائيلية من على صفحته على منصة "إكس" بعد توبيخ تعرض له من عدة مسؤولين إسرائيليين اتهموه بفشله في تحمل المسؤولية.