-

اكتشافات جديدة في علم الأحياء الدقيقة

(اخر تعديل 2025-09-16 03:16:38 )
بواسطة

دراسة جديدة تكشف عن فوائد البكتيريا في الفم

في عالم الأبحاث العلمية، يبرز كل يوم اكتشاف جديد يساهم في فهمنا لصحتنا. وقد كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من جامعة طوكيو أن حلقات ضخمة من الحمض النووي، تعرف باسم "إنوكلس"، تحملها البكتيريا الموجودة في أفواهنا، يمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية على صحتنا الفموية وأجهزتنا المناعية، مما قد يسهم في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

ما هي "إنوكلس" وكيف تعمل؟

"إنوكلس" هي نوع من البلازميدات، وهي عناصر وراثية توجد خارج المادة الوراثية الرئيسية في العديد من الميكروبات. تشير الأبحاث إلى أن هذه الحلقات الجينية تلعب دورًا مهمًا في مساعدة بكتيريا المكورة العقدية (Streptococcus) على التكيف مع البيئة البيولوجية الفموية، مثل مجموعات النجاة الإضافية.

أهمية دراسة الميكروبيوم الفموي

يقول عالم الأحياء الدقيقة، يویا كيجوتشي، إننا نعرف أن هناك أنواعًا متعددة من البكتيريا في الميكروبيوم الفموي، ولكن لا يزال هناك الكثير من الغموض حول وظائفها وطريقة عملها. من خلال استكشاف هذا المجال، تم اكتشاف "إنوكلس"، التي تمثل مثالاً على الحمض النووي خارج الصبغي، وهو نوع من الحمض النووي الموجود في الخلايا ولكنه خارج الحمض النووي الرئيسي.
ليلى مدبلج الحلقة 201

كيف تم اكتشاف "إنوكلس"؟

تم اكتشاف هذه الحلقات الجينية العملاقة من خلال دراسة دقيقة لعينات اللعاب من 56 متطوعًا، مع إجراء اختبارات إضافية على 476 عينة لتحديد مدى انتشار "إنوكلس" بين عامة السكان. تشير البيانات إلى أن حوالي ثلاثة أرباع الأفراد قد يحملون هذه العناصر الجينية.

التحديات في الكشف عن "إنوكلس"

من المفارقات أن أحد أسباب عدم اكتشاف "إنوكلس" سابقًا يعود إلى حجمها الكبير، حيث تتضمن تقنيات تسلسل الحمض النووي التقليدية تقسيم الحمض النووي إلى أجزاء أصغر، مما يجعل من الصعب إعادة بناء التسلسلات الأكبر. وللتغلب على هذه المشكلة، طور الباحثون نظام تسلسل مخصص يسمى "preNuc"، الذي يزيل الحمض النووي البشري من العينة.

فوائد "إنوكلس" المحتملة

أظهرت الأبحاث أن متوسط حجم جينوم "إنوكلس" يصل إلى 350 كيلو قاعدة، مما يجعلها واحدة من أكبر العناصر الوراثية خارج الصبغية في الميكروبيوم البشري. هذا الطول الكبير يتيح لها توفير جينات لوظائف متعددة، مثل مقاومة الإجهاد التأكسدي وإصلاح تلف الحمض النووي.

العلاقة بين "إنوكلس" والسرطان

وقد أظهرت النتائج أن الأفراد المصابين بسرطان الرأس والرقبة كانوا يحملون عددًا أقل بكثير من هذه العناصر الجينية في أفواههم، مما يثير تساؤلات حول الفوائد المحتملة التي قد تمنحها "إنوكلس". ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم ما إذا كانت "إنوكلس" تساهم في الحماية من السرطان أو إذا كان هناك عوامل أخرى تؤثر على عددها.

ماذا ينتظرنا في المستقبل؟

يواصل الباحثون دراسة كيفية عمل الجينات في "إنوكلس"، وما إذا كان بإمكانها الانتشار بين الأشخاص، وما التأثيرات المختلفة التي قد تحدثها على الصحة الفموية. إن فهم هذه العلاقات قد يفتح آفاقًا جديدة في مجال الطب الوقائي والعلاج.