"لا قطع رؤوس أطفال ولا اغتصاب نساء".. تحقيق
كتبت- أسماء البتاكوشي
منذ بدء عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية، في الـ7 من أكتوبر الماضي، يعمل الاحتلال الإسرائيلي على تبرير عدوانه غير المسبوق على قطاع غزة، ومحاولة كسب المجتمع الدولي، من خلال إثقال كاهل الفصائل بجرائم لم ترتكبها.
بعد مرور أكثر من شهرين على عملية طوفان الأقصى في الـ7 من أكتوبر، بدأ المجتمع الدولي يدرك أن ادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي يزعم فيها ارتكاب الفصائل الفلسطينية انتهاكات بحق الإسرائيليين، لم تحدث وأنها كانت مليئة بالغموض، وفقًا لصحيفة "ليبراسيون الفرنسية".
إسرائيل 7 أكتوبر: مجزرة وغموض
وفندت خدمة التحقق من الأخبار "Check-News"، التابعة لصحيفة "ليبراسيون الفرنسية"، ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بكامل تفاصيلها، إذ قالت إن "البيانات المتاحة تؤكد أن بعض الفظائع الموصوفة في البداية لم تحدث قط"،
وقالت الصحيفة في تحقيقها الذي جاء تحت عنوان "إسرائيل 7 أكتوبر: مجزرة وغموض"، "إن الـ7 من أكتوبر هو مجزرة حقيقية، ولكنه أيضًا موضوع دعاية حرب"، هذا ما خلصت إليه الصحيفة الفرنسية التي تتساءل عما إذا كان كبار المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والرئيس إسحاق هرتسوج، "لم ينشروا عن علم الأكاذيب" من أجل "حشد الرأي العام الدولي".
وتابعت الصحيفة الفرنسية، إن الادعاءات الإسرائيلية، ركزت بشكل خاص على جرائم قتل الأطفال المزعومة في هجوم 7 أكتوبر، حيث بدأت الكذبة أن "40 طفلًا ذبحتهم حماس"، بحسب بيان لمراسل القناة الإسرائيلية i24 News، الذي قال إنه حصل على المعلومات من جندي إسرائيلي.
وأوضحت خدمة التحقق من الأخبار في الصحيفة الفرنسية، أن الادعاءات الإسرائيلية غير صحيحة، مستندةً إلى بيانات مؤسسة التأمين الوطني، التي أظهرت أنه في 7 أكتوبر قتلت طفلة واحدة في المعارك، هي ميلا كوهين، من كيبوتس بئيري، ووالدها إيهود، وبالتالي، فإن مذبحة الـ40 طفلًا هي كذبة إسرائيلية كبيرة، فلم يكن هناك قطع رؤوس للأطفال.
مذبحة أطفال واغتصاب نساء
تتحدث صحيفة ليبراسيون عن "الادعاءات التي اخترعتها إسرائيل وليس لها أساس من الصحة، ولم تتمكن من إثباتها"، المقدم يارون بوسكيلا، من فرقة غزة، زعم أنه رأى أطفالًا "معلقين في صف واحد" على حبل الغسيل، مع "حمالات صدر أمهاتهم".
وقال بوسكيلا خلال مقابلته مع الصحفي يشاي كوهين من موقع كيكار هشبات الحاريدي الإسرائيلي، إنه رأى "أطفالًا معلقين على حبل الغسيل، وأن النساء تم اغتصابهن"، لكن الصحفي سارع إلى حذف مقطع الفيديو الذي نشره على منصة "إكس" تويتر سابقًا، بعد ردود المتابعين الذين أكدوا عدم صحة ما ورد فيه.
ضابط في الجيش الصهيوني زعم أنه رأى "صفاً من الأطفال [الإسرائيليين] المقتولين معلقين على حبل غسيل" في 7 أكتوبر
يقول المحاور يشاي كوهين الآن أن القصة مزيفة وقام بحذفها
ويضيف أن المتحدث باسم الجيش هو الذي خدعه للقيام بذلك!
أكاذيب لا يجب ان تمر دون محاسبة
pic.twitter.com/ghPKClBkNwpic.twitter.com/JEQWBkdT6D
وفي تغريدة لاحقة للصحفي الإسرائيلي، أكد أن مكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال هو من طلب منه إجراء المقابلة مع الضابط دون أن يعرفه، وأن ممثلًا للمتحدث باسم الجيش حضر التصوير ووافق على النشر.
وبحسب تحقيق "Check-News"، تبين أن الضابط الإسرائيلي، كان ضابط العمليات في فرقة الضفة الغربية، وضابط العمليات الخاصة، ويتولى رئاسة منظمة يمينية متطرفة للمتقاعدين من الجيش، والتي تهدف إلى السيطرة الإسرائيلية على جميع الأراضي المحتلة، وتربطه علاقة وثيقة برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إذ التقاه مرات عدة في الشهرين الماضيين.
ادعاءات المنظمات الخيرية الإسرائيلية
حتى أن "المنظمات الخيرية" الإسرائيلية تكذب بشأن هجوم 7 أكتوبر. مثل تلك التي تسمى "زاكا"، يحركها اليهود الأرثوذكس، ويتمثل نشاطها في استعادة جثث ضحايا الإرهاب من أجل دفنهم وفقًا للطقوس اليهودية، فقد أدلى أحد أعضائها، يوسي لانداو، بشهادته في مقابلات متعددة حول العديد من الفظائع المرتكبة، "دون التشكيك في صحة الحقائق المبلغ عنها"، كما تشير ليبراسيون.
وقال لانداو إنه رأى في كيبوتس بئيري، "20 طفلاً معًا، وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، وقد تم إطلاق النار عليهم وإحراقهم"، القصة التي تكررت على نطاق واسع، بما في ذلك من قبل نتنياهو خلال نقاش مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكنها تتناقض الحقائق، كما كتبت صحيفة ليبراسيون، التي تذكر أن 10 قاصرين، معظمهم من المراهقين، قتلوا في بئيري.
هذا هو نفس يوسي لانداو الذي وصف رؤية امرأة حامل وبطنها مفتوح وجنينها مطعون، هذه المرة، كانت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية هي التي كشفت الكذبة، إذ قال سكان المبنى الذي يُزعم أنه وقع فيه الحادث، "إنه لا توجد نساء حوامل تعيش هناك".
كما أكدت السلطات الإسرائيلية، بما في ذلك السيدة الأولى ميخال هرتسوج، وقوع عمليات اغتصاب جماعي في 7 أكتوبر، مستندين إلى مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، يُزعم أنه يثبت ذلك، وبحسب Check-News، فإن تاريخ الفيديو يعود لعام 2018، ويظهر إساءة معاملة عصابة مخدرات مكسيكية.