-

أستاذ بالأزهر: صلاة ركعتين في ليلة رأس السنة

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كـتب- علي شبل:

أوضح الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، حكم صلاة ركعتين في ليلة رأس السنة الميلادية؛ حيث تلقى العالم الأزهري سؤالًا من شخص يقول: هل في بدء الإنسان العام الجديد بصلاة ركعتين تطوعا لله، واستهلالا للعام الجديد بالصلاة؛ هل في ذلك حرمة، أو ما يخالف الشرع؛ لأني رأيت بعض السلفيِّين يبدِّعون ذلك، ويحرِّمونه على صفحاتهم، ووددت معرفة الحكم الشرعي للمسألة من جانب حضرتكم يا مولانا؟!

وفي رده، أكد العالم الأزهري أنك إذا صليت ركعتين في ليلة رأس السنة تكون متَّبعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية في نحو قوله الكريم: (العبادةُ في الهَرْجِ كهجرةٍ إليَّ) رواه مسلم من حديث مَعْقِل بن يسار رضي الله عنه، وفي رواية الإمام أحمد: (العمل في الهَرْج كهجرةٍ إليَّ)، وعند الإمام الطبراني في المُعجم الكبير بلفظ: (العبادة في الفتنة كهجرةٍ إليَّ).

قال الإمام المُنَاوِي في (فيض القدير): "قوله صلى الله عليه وسلم: (العبادة في الهَرْج) أي: وقت الفتن واختلاط الأمور، (كهجرة إلي): في كثرة الثواب، أو يقال: المهاجر في الأول كان قليلاً؛ لعدم تمكُّن أكثر الناس من ذلك، فهكذا العابد في الهَرْج قليل. قال ابن العربي: وجْه تمثيله بالهجرة أن الزمن الأول كان الناس يفرِّون فيه من دار الكفر وأهله، إلى دار الإيمان وأهله، فإذا وقَعَت الفتن تعيَّن على المرء أن يفرَّ بدينِه من الفتنة إلى العبادة، ويَهْجُر أولئك القوم وتلك الحالة، وهو أحد أقسام الهجرة".

واضاف العشماوي، في رده عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: أن السبب في كون العبادة في أوقات الفتن والغفلات بهذه المنزلة العظيمة - غير ما ذكره المُنَاوي في شرح الحديث - أن الناس يَغْفُلون عنها ويَشْتَغلون عنها، ولا يتفرَّغ لها إلا أفراد. أشار إليه الإمام النووي رحمه الله.

ولفت الأستاذ بالأزهر الشريف إلى أن الناس في زمن الفتن يتَّبعون أهواءهم، ولا يرجعون إلى دين؛ فيكون حالهم شبيهًا بحال الجاهلية، فإذا انفرد مِن بينهم مَن يتمسَّك بدينِه ويعبد ربَّه، ويتَّبع مَراضيه، ويجتنب مَساخطه، كان بمنزلة مَن هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، متبعًا لأوامره، مجتنبًا لنواهيه، أشار إليه الإمامان ابن رجب والقرطبي رحمهما الله.

وأنه إذا عَمَّت الفتن اشتغلت القلوب، وإذا تعبَّد حينئذٍ متعبِّدٌ، دلَّ على قُوَّة اشتغال قلبه بالله عز وَجل، فيَكْثُر أجره. أشار إلى ذلك الإمام ابن الجوزي رحمه الله.

وقد جاء الحديث بلفظ عام وهو (العبادة) و (العمل)، فيشمل كل أنواع العبادة والعمل الصالح.

والعبادة - كما يقول ابن تيمية رحمه الله في رسالته (العبودية) -: "العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة"!

وعليه -يقول العشماوي: فاشتغال المسلم بعبادة ربه في أوقات الغفلات والملاهي كليلة رأس السنة مثلًا، بنحو صلاة أو صيام أو تلاوة قرآن أو ذكر أو تعليم علم أو إطعام طعام أو إحسان إلى الفقراء والأيتام أو خشية أو توبة أو مراقبة ونحو ذلك من أعمال الجوارح والقلوب التي ترضي الله ورسوله؛ لا حرج فيه شرعًا، وهو موافق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز وصفه بالبدعة، والله تعالى أعلم، وبالله التوفيق.

اقرأ أيضًا:
هل تجب الزكاة على العقارات المعدة للتأجير؟.. مجدي عاشور يجيب