عودة فوزي: قصة جندي مفقود بعد 57 عامًا
الإسكندرية - محمد البدري: وداعٌ مهيب لجندي مفقود
في يومٍ مشمس من أيام الخميس، شهدت الإسكندرية مراسم جنازة الجندي "فوزي محمد عبد المولى أبوشوك"، الذي تم العثور على رفاته في سيناء بعد 57 عامًا من فقدانه خلال عدوان عام 1976. مشهد الجنازة كان عاطفيًا ومؤثرًا، حيث اجتمع الأهل والأصدقاء والمواطنون لتكريم هذا البطل الذي لم يُنسَ.
مراسم الجنازة: تكريم عسكري واحتفال بالذكريات
انطلقت الجنازة من مسجد سناني في منطقة الدخيلة غرب الإسكندرية، بحضور وفد رسمي من وزارة الأوقاف. تم نقل الجثمان من المستشفى العسكري بالسويس، حيث كان ملفوفًا بعلم مصر، وامتزجت الزغاريد مع طلقات الجنود النارية التي أُطلقت تكريمًا للشهيد، مع عزف الموسيقى العسكرية التي أضفت أجواء من الحزن والفخر على المناسبة.
اكتشاف مفاجئ: العثور على رفات جندي بعد عقود
في يوليو 2024، كان فريق من إحدى المؤسسات المدنية يقوم بعمله في منطقة الحسنة بوسط سيناء، وفجأةً اكتشفوا رفات الجندي المصري مع بعض متعلقاته وأوراقه الرسمية. كانت تلك اللحظة بداية رحلة مؤثرة لإعادة الشهيد إلى أحضان أسرته بعد كل تلك السنوات.
عودة الشهيد: رحلة مؤلمة بعد عقود من الزمن
بعد مرور 57 عامًا، عاد رفات الجندي إلى أسرته بفضل صدفة غير متوقعة، بعد أن اعتُبر من مفقودي الحرب إثر عدوان 1967، واحتسبته أسرته من الشهداء. فوزي، المولود في 18 يناير 1945، كان في الثانية والعشرين من عمره عندما استشهد خلال أحداث حرب 1967.
وثائق تكشف تفاصيل جديدة
عُثر بجانب رفات الجندي على مجموعة من الصور لأشخاص يعتقد أنهم من أقاربه وأصدقائه. الوثائق المرفقة تشير إلى أنه كان من الجنود الذين واجهوا الهجوم الإسرائيلي على سيناء في 5 يونيو 1967.
بطاقة الهوية: مفتاح العودة
على الرغم من مرور الزمن، بقيت بطاقة هويته الشخصية بحالة جيدة، مما ساعد في تحديد هويته والبحث عن عائلته. تلك البطاقة كانت بمثابة الجسر الذي أعاد الشهيد إلى أسرته بعد فراق طويل.
منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: الربط بين الماضي والحاضر
في موقف غير متوقع، كان منشور مرفق بصورة على إحدى منصات التواصل الاجتماعي السبب في إعادة جثمان الشهيد إلى أسرته، حيث لفت نظر ابن شقيق الشهيد صورة أفراد أسرته بجوار المجند مع طلب للبحث عن أسرته. تلك الصور كانت من متعلقات فوزي، التي احتفظ بها ليبقي ذكريات أسرته حية.
الفضول يقود إلى الحقيقة: اكتشاف عائلة الشهيد
"صورة والدي كانت ضمن متعلقات الشهيد"، هكذا تحدث ابن شقيق الشهيد، موضحًا كيف قاده الفضول إلى تقصي الحقيقة بعدما رأى صورة والده. من خلال تلك الصور، تعرفت الأسرة على شخصية عمه الشهيد، مما دفعهم للتوجه إلى الجهات المعنية.
تحليل DNA: تأكيد الهوية وإعادة الجثمان
أبلغت الجهات المعنية ابن شقيق الشهيد أن الجثمان موجود في مستشفى السويس العسكري، وطُلِب أحد الأشقاء لإجراء تحليل DNA لمطابقته مع الجثمان. بعد شهر، أكدت التحاليل تطابق العينة مع الرفات، وتم إبلاغ الأسرة بضرورة استلامها لدفنها في مقابر العائلة بعد جنازة عسكرية تليق بالشهداء.
رحلة لاكشمي 4 الحلقة 15