طبول الحرب تقرع غرب أفريقيا.. هل تخوضها إيكواس
كتب- محمد صفوت:
تسود حالة من الترقب في دولة النيجر، اليوم الاثنين، مع انتهاء المهلة التي منحتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) لقادة الانقلاب لإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم والعودة إلى النظام الدستوري. فيما أعلن المجلس العسكري الجديد هناك إغلاق المجال الجوي للبلاد حتى إشعار آخر.
رفض قادة الانقلاب في النيجر الانصياع لمطالب "الإيكواس" ووضعوا البلاد أمام خطر التدخل العسكري وهو الأمر الذي هددت به الإيكواس في 29 يوليو الماضي والتي اتخذت موقفًا متشددًا حيال الانقلاب، ومع انتهاء المهلة أمس الأحد، قالت المجموعة، إنها ستصدر بيانًا حول خطواتها التالية للرد على رفض قادة الانقلاب الانصياع لمطالبها.
انقسامات وتحذيرات
مع انتهاء المهلة وإغلاق المجال الجوي في النيجر، وانتظار الخطوة التالية من المجموعة التي تواجه انقسامًا كبيرًا بشأن التدخل العسكري واستخدام القوة ضد نيامي، حيث ترفض نيجيريا التي تتولى رئاسة الإيكواس حاليًا التدخل عسكريًا.
ودعا البرلمان النيجيري، الذي يشترط موافقته على مشاركة قوات في عمليات خارج الحدود، الحكومة إلى إيجاد حلول سياسية ودبلوماسية وجعل الخيار العسكري "الحل الأخير".
كما رفضت الجزائر التدخل عسكريًا في النيجر، وأبلغت وفدًا من المجموعة رفضها لاستخدام القوة في النيجر. وقال الرئيس عبد المجيد تبون، في مقابلة تلفزيونية، إن التدخل العسكري "لن يحل أية مشكلة بل سيؤزم الأمور"، متسائلاً "ما هو الوضع اليوم في الدول التي شهدت تدخلاً عسكريًا؟".
وحذرت مالي وبوركينا فاسو في بيان مشترك من أي محاولات للتدخل العسكري لإعادة نظام بازوم في النيجر، واعتبرت أن التدخل العسكري سيكون بمثابة "إعلان حرب" عليهما.
دعم لقادة الانقلاب
تلقى قادة الانقلاب في النيجر دعمًا من نظرائهم العسكريين في مالي وبوركينا فاسو، الذين وصلوا إلى السلطة من خلال انقلابين في عامي 2020 و2022. وأعلن جيش مالي، أن باماكو وواجادوجو بصدد إرسال وفد رسمي مشترك إلى نيامي تضامنًا مع النيجر في ظل تلويح دول "الإيكواس" بالتدخل العسكري
وقال أحد أركان المجلس العسكري المالي الكولونيل عبد الله مايغا:"إن بوركينا فاسو ومالي بصدد إرسال وفد الى نيامي يرأسه وزير مالي. مضيفًا أن الهدف من الوفد هو إظهار تضامن هذين البلدين مع شعب النيجر الشقيق.
خطورة الصراع على الإيكواس
في تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي" اعتبرت أن انقلاب النيجر هو أكبر تحدي يواجه غرب أفريقيا، واعتبر أن انتهاء مهلة "الإيكواس" قد تكون الرصاصة التي تعلن اندلاع الحرب في غرب القارة السمراء.
وعددت المجلة الأمريكية، مخاطر الانقلاب في النيجر التي بينها الانقسام الحاد الذي تشهده المجموعة بين دول مؤيدة للانقلاب وتعتبر التدخل بمثابة إعلان حرب عليها مثل مالي وبوركينا فاسو.
أوضحت أن الدول الثلاث تجمعهم مشاعر معادية للفرنسيين بسبب ماضيهم الاستعماري المشترك، ويواجهون نفس الأزمات تقريبًا ويقودهم حكومات عسكرية وصلت عقب الانقلابات خلال العامين الماضيين.
وقالت إن "الإيكواس" التي تأسست عام 1975 لم يكن لديها القدرة على نشر قواتها أو التدخل في عمليات سياسية لدولة تابعة لها، حتى عام 1990 وقت اندلاع الحرب الأهلية في ليبيريا، حيث أرسلت قوات لحفظ السلام، منذ ذلك الحين
نشرت "الإيكواس" قوات حفظ سلام في سيراليون وغينيا بيساو والكوت ديفوار وليبيريا ومالي وجامبيا. ونجحت بعض البعثات في عقد اتفاقات سلام وفشلت أخرى في الحفاظ على وقف إطلاق النار.
أشارت المجلة إلى أن النيجر دولة كبيرة ولديها جيش قوي، وأن أي تدخل عسكري سيؤدي لسقوط ضحايا مدنيين فضلاً عن احتمالية اتساع رقعته ليصبح صراعًا إقليميًا. وقالت إنها المرة الأولى التي تواجه فيها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا انقسامًا من هذا النوع بين الدول الأعضاء.
ونوهت إلى أنه في حال تدخلت "إيكواس" عسكريًا وتغلبت على أزمات الانقسامات الداخلية والمشاكل الاقتصادية التي تنتج عن الحرب وخطورة الجماعات الإرهابية (داعش وبوكو حرام) فإن الأزمة الحقيقية ستكون دعم المجموعة لرئيس لن يتمتع بشرعية محلية بعد جر بلاده إلى صراع عسكري.