-

الزيارة الأولى منذ اتفاقية أوسلو.. وفد سعودي

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

رام الله - (أ ف ب)

سعى السفير نايف السديري في مستهل لقاءاته الثلاثاء مع مسؤولين فلسطينيين خلال أول زيارة لوفد سعودي رسمي إلى الأراضي الفلسطينية منذ إنشاء السلطة الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو، إلى الطمأنة بأن القضية الفلسطينية "ركن أساسي" في أي اتفاق تطبيع محتمل مع إسرائيل.

وأضاف السديري للصحافيين بعد لقائه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في رام الله "المبادرة العربية التي قدمتها المملكة في العام 2002 هي ركن أساسي لأي اتفاق قادم".

وتقوم هذه المبادرة التي طرحت في مارس 2002 على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في حرب العام 1967 والتي تشمل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وغزة ومرتفعات الجولان.

وأُعلن في أغسطس تعيين السديري سفيرا غير مقيم في الأراضي الفلسطينية وسيتولى أيضا منصب القنصل العام في مدينة القدس. وتتولى سفارة المملكة العربية السعودية في عمّان تقليدا ملف الأراضي الفلسطينية.

ووصل السديري إلى الأراضي الفلسطينية على رأس وفد رسمي قادما من الأردن عبر جسر الملك حسين (اللنبي) الذي تشرف عليه إسرائيل من الناحية المقابلة للأردن.

وهي الزيارة الأولى من نوعها لوفد سعودي رسمي منذ توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين في العام 1993 التي سمحت بإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية. وتأتي الزيارة في وقت تقود واشنطن محادثات بين إسرائيل والسعودية لتطبيع العلاقات بين البلدين، ما يثير قلقا فلسطينيا.

ومنذ أشهر، يتكاثر الحديث عن تطبيع محتمل بين السعودية وإسرائيل التي توصلت في العام 2020 إلى تطبيع علاقاتها مع كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب ضمن "اتفاقات أبراهام" بوساطة الولايات المتحدة.

وتتناول المحادثات السعودية الإسرائيلية مسألة حصول السعودية على ضمانات أمنية ومساعدتها في برنامج نووي مدني، وفق مسؤولين مطلعين على المحادثات تحدثوا لوكالة فرانس برس شرط عدم الكشف عن هويتهم.

زيارة تاريخية

وصف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الذي استقبل السديري في مكتبه في مقر الوزارة بمدينة رام الله الزيارة بأنها "تاريخية".

وأضاف "نعتبر وجود السفير السعودي في فلسطين مرحلة سوف تعكس تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين"، مبديا استعداد السلطة الفلسطينية "لبدء العمل وتطوير وتعميق هذه العلاقات".

ولطالما قالت السعودية إن أي تطبيع محتمل مع إسرائيل سيلتزم بالموقف العربي الذي جعل من حلّ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا لإحلال السلام مع الدولة العبرية.

لكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكد الأسبوع الماضي أن بلاده "تقترب" من تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مشدّدا على "أهمية القضية الفلسطينية" بالنسبة للمملكة.

وقال في مقابلة أجرتها معه شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية في السعودية "المفاوضات تجري بشكل جيّد حتى الآن"، و"نأمل أن تؤدّي إلى نتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دوراً في الشرق الأوسط".

وحول ما إذا كانت السعودية تعتزم افتتاح سفارة لها في القدس، قال السديري "كانت هناك سفارة في الشيخ جراح (في القدس الشرقية)، وإن شاء الله ستكون هناك سفارة".

وينظر الفلسطينيون إلى اتفاقات التطبيع على أنها "طعنة في الظهر".

العام الماضي، وصلت وفود إسرائيلية إلى السعودية للمشاركة في الألعاب الرياضية وغيرها من الأنشطة.

وشاركت إسرائيل الشهر الجاري في اجتماع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عقد في الرياض.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جهته في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، إن بلاده على "عتبة" إقامة علاقات مع السعودية، معتبرا أن "مثل هذا السلام سيقطع شوطا طويلا نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وسيشجّع الدول العربية الأخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل".

وخلال كلمة له في ذكرى حرب العام 1973 بين إسرائيل والدول العربية، قال نتنياهو إن "العديد من دول الشرق الأوسط تريد السلام مع إسرائيل".

وأضاف أن "توسيع دائرة السلام هي فرصة تاريخية أنا ملتزم بها".