أحدث الأبحاث حول مرض الاضطرابات الهضمية

مرض الاضطرابات الهضمية: نظرة شاملة

يُعتبر مرض الاضطرابات الهضمية، المعروف أيضًا بداء السيلياك، من الأمراض المناعية الذاتية التي تؤثر بشكل كبير على صحة الجهاز الهضمي. يتسبب هذا المرض في رد فعل غير طبيعي تجاه الغلوتين، وهو البروتين الموجود في بعض الحبوب مثل القمح والشعير والجاودار. ولعل ما يثير القلق هو أن هذا التفاعل يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الأعراض المزعجة والأضرار الصحية على المدى الطويل.
السعادة العائلية الحلقة 9

أهمية البحث العلمي

وفقًا لموقع "ساينس أليرت"، توصل فريق دولي من الباحثين، تحت قيادة جامعة ماكماستر الكندية، إلى دور حيوي تلعبه خلايا الأمعاء المبطنة في تطوير مرض الاضطرابات الهضمية. هذا الاكتشاف قد يمهد الطريق لعلاجات أكثر فعالية، تتجاوز النظام الغذائي التقليدي المتبع من قبل المرضى.

التفاعل المناعي وداء السيلياك

يعاني الأشخاص المصابون بداء السيلياك من استجابة مناعية مفرطة تجاه الغلوتين. حتى الكميات الصغيرة منه يمكن أن تسبب أعراضًا مزعجة، مثل الانتفاخ، الألم، الإسهال، والإمساك، وقد تصل الحالة أحيانًا إلى القيء والارتجاع.

ومع مرور الوقت، يرتفع خطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة، بما في ذلك سرطان القولون، هشاشة العظام، وأمراض القلب.

دور خلايا الأمعاء

أظهرت الدراسة أن خلايا الأمعاء ليست مجرد حائط صد سلبي، بل إنها تلعب دورًا محوريًا في عملية نقل شظايا الغلوتين إلى الخلايا التائية المناعية. هذا التحفيز يؤدي إلى الاستجابة الالتهابية التي تميز مرض الاضطرابات الهضمية.

وقد أكد الباحثون أن حوالي 90% من المرضى يحملون الجين HLA-DQ2.5، بينما يحمل الآخرون الجين HLA-DQ8، وهذان الجينان هما المسؤولان عن تنشيط الخلايا المناعية ضد الغلوتين.

نماذج حية للكشف عن الآليات

باستخدام نماذج حية من خلايا الأمعاء مأخوذة من فئران معدلة وراثيًا تحمل الجينات البشرية، استطاع العلماء دراسة تفاعل خلايا الأمعاء مع الغلوتين والالتهابات بدقة عالية. هذا البحث أعطى صورة أوضح عن كيفية بدء وتطور الاستجابة المناعية المرتبطة بالمرض.

آفاق علاجية جديدة

تشير النتائج إلى أن التركيز على استهداف الخلايا المبطنة للأمعاء قد يغير من نهج علاج الاضطرابات الهضمية. بدلاً من الاعتماد فقط على النظام الغذائي الخالي من الغلوتين، الذي يعد تحديًا للعديد من المرضى، يمكن تطوير أدوية تعالج السبب الجذري للمرض.