حكاية "الأسطى ياسر".. انتهت حياته بين ركام منزل
كتب- رمضان يونس:
التاسعة صباحًا أعد ياسر محمد أدواته، بينما قصد عمله المُعتاد في مجال التعمير "مبيض محارة" في العاشرة صباحا بدأ عمله في ترميم شقة داخل منزل قديم بحي الساحل في منطقة روض الفرج وسط القاهرة.
نحو 7 ساعات باشر فيها صاحب السنوات الخمس بعد الثلاثين عمله على أكمل وجه، والرابعة عصرا من نفس اليوم، حدث ما هو غير متوقع، أنهار العقار على قاطنيه دون سابق إنذار، فارق فيها "الأسطي ياسر" حياته أسفل ركام الأنقاض قبل أن ينتهي العمل و دون أن يأخذ أجرة.
مع مغيب الشمس، و عقب تأخر "الأسطي" في عمله على غير عادته، هاتفته زوجته لكن جواله اغلف فجأة، الأمر الذي أقلق الزوجة ودفعها لمكالمة أحد زملائه الذي أخبرها أن زوجها خرج يوميه ترميم في عقار قديم بحي الساحل.
مرات عدة حاولت فيها الزوجة وابنتها أن يصلا إلي "الأسطى" لكن دون جدوي ، حينها أخبرتهما جارتهما " أم محمد" أن عقار كبير في الساحل أنهار على سُكانه، لم تتردد الزوجة وابنتها حتى وصل محطتهما الأخيرة العقار المراد.
بلهفة توجهت الابنة ووالدتها إلي العقار على أمل ألا يكون "ياسر" من ضمن ضحاياه، لكن فاجأها المسعف أن زوجها يردد أسمه من المفقودين، وبعد مرور نحو ٣ساعات انتشلت قوات الدفاع المدني بالقاهرة جثة "الأسطى" من أسفل الأنقاض.
لم تتمالك الأبنة على أعصابها لحظة واحدة، حينما طلب منها أحد المسعفين التعرف على جثمان والدها المُمد على الترول عقب انتشاله، وظلت تبكي حسرة على والدها "أبويا .. أبويا لا "، بعدها نقلت الإسعاف إلى مشرحة معهد ناصر التخصصي بحي شبر الخيمة، لحين صدرو قرار من النيابة العامة بدفن الجثمان، عقب توقيع الكشف الطبي عليه.
بدروها، لا تزال قوات الدفاع المدني والبري بالقاهرة، تبحث عن ٤ضحايا آخرين، فيما تم أنتشال ٣جثث كان من ضمنهم الأسطي "ياسر ".
وانتشرت قولت الأمن بمحيط العقار المنهار، فيما فرضت طوق أمني ، فيما أخلت المنازل المجاورة للعقار المنهار، بعدما فصلت التيار الكهربي الغاز عن الشارع الذي شهد الواقعة.