-

معبد "بطن هريت".. من الفيوم إلى إعادة بنائه في

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

الفيوم- حسين فتحى:

مازالت محافظة الفيوم، تبوح بأسرارها، خاصة أنها تعتبر واحدة من المحافظات التي تتمتع بوجود كنوز أثرية من مختلف العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية، ومن هذه الكنوز منطقة آثار بطن هريت، وهي واحدة من المواقع الأثرية في مركز يوسف الصديق جنوب الفيوم.

يرجع تاريخ إنشاء هذه المنطقة أو المدينة إلى أوائل العصر البطلمي في بداية القرن الثالث قبل الميلاد، واستمرت حتى نهاية القرن الرابع الميلادي، وقد أنشأت تخليدًا لذكرى الأخوين الملكين "بطلميوس الثانى" و"فيلادلفوس"، والتي تقع على بعد 8 كيلو مترات جنوب بحيرة قارون وتبعد عن مدينة أبشواي حوالي 12 كيلو متر.

الأثرى أحمد عبد العال، مدير عام آثار الفيوم الأسبق، أكد أنه جرى الكشف عن تلال هذه المدينة اليونانية الرومانية من قبل العالمان "جرينفيل وهانت" خلال عامي 1898 و1899 من خلال موسمي الحفائر أثناء العمل بها.

وأوضح أنه من الأرجح أن اسم هذه المدينة "ثيادلفيا" قد اشتق من اسم الملكين المؤلهين بطليموس الثاني وزوجته الملكة أرسينوي الثانية، وأن معبد "بنفيروس" في ثيادلفيا "بطن هريت" اكتشفه العالم الأثري "لوفيفر" وكان مخصصًا لعبادة المعبود التمساح "سوبك" وهو معبود إقليم الفيوم، وجرى اكتشافه في عام 1912 ونقله في العام التالي إلى الإسكندرية وأعيد بناؤه في حديقة المتحف اليوناني بالإسكندرية.

وأشار سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم السابق، إلى أن المعبد أقيم بوسط المدينة ولم يتبقى منه سوى الحوائط، ويصعب إعادة بنائه من الداخل في شكله الأصلي، وما تبقى منه جرى نقله إلى الناحية الغربية من حديقة المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، وهو عبارة عن بوابة كبيرة، والمصطبة التي كانت مخصصة لوضع مومياء المعبود التمساح "بنفيروس" في قدس الأقداس والذي يجري الاحتفال به، وكذلك بقايا من مداخل صالات المعبد وهي مبنية من الحجر الجيري الصلب.

وتابع أن بقايا المعبد الذي أقيم على طراز المعابد المصرية، تلاحظ ضخامة الكتل المستخدمة في البناء، فضلًا عن وجود الجبانات الخاصة بالتماسيح المقدسة في الجانب الشمالي الغربي من المعبد، كما عثر بالمنطقة على العديد من المنازل ومنها المنازل الغير منتظمة الشكل.

وعن تفسير "بطن هريت" ربما يرجع إلى قبيلة عربية تدعى "هريت" سكنت هذه المنطقة، بالإضافة إلى أن كلمة "بطن" معناها منخفض وكانت تتجمع فيه المياه الزائدة.