-

اختطفوا ابن عمة ملكة بريطانيا.. أسرار عملية

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

بورسعيد - طارق الرفاعي:

تحتفل محافظة بورسعيد في 23 ديسمبر من كل عام بعيد النصر في ذكرى انتصار رجال المقاومة الشعبية على العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وجلاء آخر جندي من جيوش العدو، ليتذكر أبناء المدينة الباسلة بطولات وتضحيات أبطال المقاومة أو كما كانوا يُلقبون في هذا الوقت بـ "الفدائيين".

وتعتبر عملية اختطاف الملازم أنطونى مورهاوس، الضابط بالجيش البريطاني، ابن عمة ملكة بريطانيا، واحدة من البطولات التي يفتخر بها أبناء بورسعيد والتي حدثت صباح يوم 11 ديسمبر عام 1956.

ألتقى "مصراوي" أحمد هلال، آخر أبطال المقاومة الشعبية ببورسعيد خلال العدوان الثلاثي ممن زالوا على قيد الحياة، وأحد أفراد المجموعة التي أختطفت الملازم أنطونى مورهاوس، والذي بدأ حديثة بنبرة ثقة وفخر ببطولاته وبطولات زملائه في المقاومة قائلا:"بدأت المقاومة الشعبية ببورسعيد مع بدء هجوم قوات العدوان بالدبابات وقصف المدينة بالطائرات وإطلاق مدفعية أساطيلهم البحرية النيران صوب بورسعيد".

أصدقاء جمعتهم المقاومة الشعبية.. "مجموعتي كنا أصدقاء لأننا نمارس السباحة سويا فجمعنا نفسنا وكنا نضرب أهدافهم بالقنابل اليدوية والرشاشات وكانت اجتماعاتنا السرية في أحدى المستشفيات أو في نادي الشرطة وأحيانا في المنازل".

وعن أسرار عملية اختطاف مورهاوس.. يقول فدائي بورسعيد:"بداية العملية كانت اقتحام الإنجليز عيادة دكتور أسنان وإلقاء القبض على 7 من رجال المقاومة الشعبية كانوا مختبئين داخلها، لذلك كان علينا الرد باختطاف ضابط منهم كأسير فأحضرنا سيارة وارتدينا ملابس شرطة، وبدأنا نسير في الشارع لنحدد هدفنا، ووقتها كان الاحتلال يمنع ركوب الدراجات فوجدنا طفل يسير بدراجة فشاهده الضابط البريطاني (مورهاوس) فطارده بسيارته وعندما شاهدنا الموقف أسرعنا خلفه حتى أمسك الضابط بالطفل أمام مقهى (البلياردو)".

وبنفس نبرته القوية الحماسية وكأن أحداث العملية تحدث وقت حديثه معنا :"أسرعنا نحو الضابط وأقنعناه أننا من الشرطة المصرية وسنتعامل مع الطفل ونعاقبه وعندما اطمأن واقتنع قمت بخطف سلاحه الشخصي - مسدس - منه، وسيطر باقي أفراد المجموعة عليه وقمنا بوضعه داخل السيارة ثم ذهبنا إلى أحد المنازل ووضعناه داخل صندوق ثم أحضرنا سيارة ربع نقل ووضعناه في الخلف لنقله لمكان آخر نخبأه فيه فلقد كنا نريده حيا".

وتابع حديثه: "تفرق أفراد المجموعة ولم يتبقى مع الصندوق الذي بداخله الظابط البريطاني سوى أنا وشخص آخر فقط يقود السيارة و خبأناه داخل منزل، وأثناء تفتيش قوات الاحتلال عنه عثروا على السيارة وبها دمائه فحاصروا المنطقة فلم نستطع أن نذهب إليه لإخراجه من الصندوق وإعطاء طعام وشراب له، وبدأت فرقتين من القوات البريطانية تفتيش المنازل وكل منزل يفتشوه يكتبوا عليه كلمة clear، فقمنا بكتابتها على المنزل الذي بداخله الصندوق فظنت كل فرقة أن الفرقة الأخرى دخلت المنزل وبحثت داخله وانصرفوا دون تفتيشه، وبعد فترة عندما تمكنا من الذهاب إليه لإخراجه لكنه كان قد توفى".

وعن رد فعل العدو بعد العملية..يقول:"كان هناك ظابط مخابرات بريطاني اسمه (ويليامز) ذهب إلى أحد أقسام الشرطة وأخبر المأمور أنه أقترب من الوصول إلى المجموعة التي اختطفت مورهاوس، فرصده الفدائيين من رجال المقاومة الشعبية ببورسعيد فتحرك الفدائي السيد عسران إلى قسم الشرطة ومعه رغيف خبز بداخله قنبلة وفور خروج الضابط وركوبه السيارة ألقى بالرغيف بداخله القنبلة داخل السيارة فتسببت في بتر قدميه ونقلوه إلى المستشفى".

وأختتم حديثه قائلا:"رجال المقاومة الشعبية ببورسعيد بثوا الرعب في نفوس قوات العدوان وكنا نخطف أسلحتهم فاضطروا إلى ربطه في الحزام، وفي المقابل كان لدينا كميات كبيرة من الأسلحة نحاربهم بها حتى تم جلاء آخر جندي منهم، وأتمنى من الجيل الحالي حب الوطن بالعمل والانتماء فبلدنا حلوة قوي وغالية قوي".