-

طوكيو وسول.. هل يمهد اجتماع كامب ديفيد المقبل

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

واشنطن - (د ب ا)


عندما يلتقي قادة الولايات المتحدة، واليابان وكوريا الجنوبية في كامب ديفيد في 18 أغسطس الجاري، سيكونون قد حققوا هدفهم الأساسي وهو المشاركة في حوار ثلاثي بناء.

وتُمثل حقيقة أن هذه ستكون المرة الأولى التي يجتمع فيها القادة الثلاثة خصيصا لعقد اجتماع ثلاثي، وليس على هامش مؤتمر دولي، أهم تطور حتى الآن لتحسين العلاقات بين طوكيو وسول. كما سيكون اختبارا لدور الولايات المتحدة كدولة تبني جسرا يؤدي إلى علاقات أفضل يُكتب لها الدوام.

وتقول شيهوكو جوتو القائمة بأعمال مدير برنامج آسيا بمعهد ويلسون الأمريكي في تقرير نشره المعهد إن الطريق إلى كامب ديفيد لم يكن سهلا على الإطلاق، حيث تدهورت العلاقات بين اليابان وكوريا بسرعة منذ عام 2019. وساعد تغير القيادات في الدولتين في إعادة ضبط العلاقات، حيث زار رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول طوكيو في مارس الماضي، بالتزامن مع جهود لحسم حكم أصدرته محكمة في عام 2018 يقضي باتخاذ إجراء عقابي ضد العمل الكوري القسري أثناء الحرب العالمية الثانية على يد الشركات اليابانية، مما مهد الطريق لتقارب ثنائي.

ومن المتوقع أن يزيد الاجتماع الثلاثي الذي سيعقد في المنتجع الرئاسي الأمريكي من تعزيز العلاقات بين الرئيس يون ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، ويتيح لشريكي واشنطن الرئيسيين في منطقة المحيطين الهندي والهادىء التركيز على القضايا عبر الحدود بما في ذلك الطموحات النووية لكوريا الشمالية، والتهديد الذي تمثله الصين، والأمن الإقليمي على نطاق أوسع.

وبالنسبة للمستقبل، سيكمن نجاح القمة الثلاثية في نهاية الأمر في استمرارية الشراكة بين دولتين من أقوى الديمقراطيات في آسيا. وعلى الرغم من أن واشنطن وطوكيو رحبتا علانية بالمبادرات التي دشنها الرئيس يون، ما زال الرئيس الكوري يواجه معارضة سياسية كبيرة لرؤيته الخاصة بتعزيز العلاقات مع اليابان. وبالإضافة إلى التوترات المستمرة بشأن تسييس الذاكرة التاريخية، أصبحت خطط اليابان لتفريغ المياه المعالجة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية مصدرا جديدا للخلاف بين الجانبين، حتى مع قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع العلمي الدولي على نطاق واسع بطمأنة المواطنين بأن صرف المياه سيكون له تأثير ضئيل للغاية على الناس والبيئة.

من ناحية أخرى، ما زالت سيادة جزر تاكيشيما حسب تسمية اليابان لها، أو دوكدو وفقا للتسمية الكورية الجنوبية مصدر توتر سياسي بين الدولتين.

وتؤكد جوتو أنه بالنسبة لليابان يتمثل أحد أكبر المخاوف في قوة بقاء أي التزامات تتعهد بها إدارة يون. ورغم أن التزام الرئيس يون بتعزيز العلاقات مع اليابان يحظى بتقدير بالغ من جانب حكومة كيشيدا، ما يزال هناك حذر إزاء صمود التقدم الذي أحرزته الحكومة الكورية الحالية، وما إذا كان خليفة يون من عام 2027 فصاعدا سيدعم أي اتفاقيات جديدة. وعلى هذا الأساس، فإن أي تأثير دائم لقمة كامب ديفيد يجب أن يكمن في ضمان عدم تعرض الالتزامات التي تتم بين اليابان وكوريا لخطر التطورات السياسية في المستقبل.

وتقول جوتو إن الشخصيات تمثل أهمية في الدبلوماسية، ويعتبر وجود تقارب واضح بين الرئيس يون ورئيس الوزراء كيشيدا، والرئيس بايدن شرطا رئيسيا لنجاح القمة. لكن الاختبار الحقيقي لاجتماع كامب ديفيد سيتمثل في ما إذا كان بمقدور القادة الثلاثة ضمان إمكانية إضفاء الطابع المؤسسي على رأب الصدع وبناء العلاقات حتى تتمكن العلاقات الدبلوماسية من الصمود في وجه أي تغيير سياسي.