"السياحة": الانتهاء من تطوير الـ25 نقطة بمشروع
كتب- محمد أبو بكر:
أطلقت وزارة السياحة والآثار، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، اليوم الثلاثاء، جولة افتراضية لمدينة وادي النطرون؛ والتي تعد إحدى النقاط بمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر؛ حيث يوجد بها أديرة كل من الأنبا بيشوي، والسريان، والبراموس، والأنبا مقار، بالإضافة إلى بحيرة نبع الحمراء.
ويأتي ذلك ترويجاً لمنتج مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر وتزامناً مع عيد القيامة المجيد.
وأوضح عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، أن إطلاق هذه الجولة هو الثاني من نوعه، ويأتي في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة ممثلة في الهيئة للترويج لمنتج مسار رحلة العائلة المقدسة؛ لا سيما في ظل ما تشهده النقاط الواقعة على المسار من أعمال ترميم وتطوير ورفع كفاءة الخدمات السياحية المقدمة بها في إطار مشروع "إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة" الذي توليه الدولة المصرية ممثلة في وزارتَي السياحة والآثار والتنمية المحلية وعدد من الجهات المعنية اهتماماً كبيراً، كما أكد أن هذه الجولة ستتيح الفرصة للمصريين والأجانب التجول افتراضياً في مدينة وادي النطرون، والاستمتاع بما بها من أماكن أثرية وسياحية، حيث إنها متاحة باللغتين الإنجليزية والعربية.
وأوضحت سوزان مصطفى، مدير عام إدارة الترويج السياحي بالهيئة، أنه تم إطلاق هذه الجولة الافتراضية نظراً لأهمية مدينة وادي النطرون وثرائها بمجموعة كبيرة من المواقع الأثرية حيث تأخذ الجولة المشاهد منذ بداية الطريق المؤدي للمدينة ومدخلها والأديرة، بالإضافة إلى ما بها من بنية تحتية وخدمات سياحية من بازارات ومنشآت فندقية وكذلك أهم النقاط التي مرت بها العائلة المقدسة بالمدينة خلال رحلتها وهي بحيرة نبع الحمراء، وأديرة كل من الأنبا بيشوي، والسريان، والبراموس، والأنبا مقار.
وأشارت مصطفى إلى أنه سيتم الترويج لهذه الجولة الافتراضية على الموقع الإلكتروني للهيئة من خلال الدخول على هذا الرابط: https://www.experienceegypt.eg/Virtualtour/Wadi_El_Natrun/ ، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي للهيئة (Experience Egypt)، بالإضافة إلى الصفحات الرسمية لوزارة السياحة والآثار على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفاد المهندس عادل الجندي، مدير عام الإدارة العامة للإدارة الاستراتيجية بوزارة السياحة والآثار والمنسق الوطني لمشروع إحياء رحلة العائلة المقدسة، أن مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر يتضمن 25 نقطة مرت بها العائلة المقدسة أثناء رحلتها في مصر، وقامت وزارة السياحة والآثار بالانتهاء من تطوير هذه النقاط والتأكد من جاهزيتها للتشغيل واستقبال الزائرين، مؤكداً أن إنتاج المحتوى الترويجي لوادي النطرون يعد استمراراً لسلسلة الجولات الافتراضية للترويج للمسار والتي بدأت بجولة لمنطقة جبل الطير بالمنيا، كما أنها تمثل مرحلة انتقالية مهمة للمشروع وهي الترويج السياحي الدولي للمسار.
وأشار الجندي إلى أن وادي النطرون تعد مكونًا سياحيًّا متكاملًا يضم أهم وأكبر ٤ أديرة ليس فقط على المسار بل على المستوى العالمي.
أديرة وادي النطرون:
أوضح الدكتور أحمد النمر، عضو المكتب العلمي لوزير السياحة والآثار ومسؤول ملف رحلة العائلة المقدسة بالمجلس الأعلى للآثار، أن مدينة وادي النطرون تعد من المدن المهمة؛ حيث إنها تضم عددًا من النقاط بمسار رحلة العائلة المقدسة بمصر، وهي أديرة كل من الأنبا بيشوي، والسريان، والبراموس، والأنبا مقار، بالإضافة إلى بحيرة نبع الحمراء التي تمثل التراث غير المادي.
- دير الأنبا مقار
يقع إلى الجنوب الغربي من دير الأنبا بيشوي، وفي مواجهة المدخل الجنوبي الغربي لمدينة السادات، وعلى حافة منخفض وادي النطرون، ويُنسب إلى الأنبا مقار، وهو تلميذ للأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبانية المسيحية، وتبلغ مساحة الدير الإجمالية نحو 11.34 كم2.
يحتوي الدير على سبع كنائس؛ ثلاث منها داخل الدير وأربع أعلى حصن الدير، وهناك أيضاً مساكن للرهبان المعروفة بالقلالي، وكذلك توجد مائدة للرهبان ملحقة بمطبخ، وملحق بالدير مكتبة تضم مخطوطات وكتباً نادرة.
ويعتبر هذا الدير من أهم أديرة وادي النطرون؛ حيث تُرجِمت فيه الكتب المقدسة من اليونانية إلى القبطية ومن القبطية إلى الحبشية.
- دير السريان
يقع على بعد (500م) إلى الشمال الغربي من دير الأنبا بيشوي.
وعلى الرغم من أنه أصغر أديرة وادي النطرون حاليًّا؛ فإنه أكثرها شهرة بين رجال الدين والأدب في معظم بلاد العالم. وترجع تسميته إلى جماعة من الرهبان السريان كانوا قد استوطنوه عام 984م. وترجع بداية الدير إلى القرن الرابع الميلادي، حيث يضم الدير مجموعة من الأبنية الأثرية التي تشتمل على حصن وثلاث كنائس كبرى باسم السيدة العذراء والثانية بالمغارة باسم السيدة العذراء والثالثة باسم الملاك ميخائيل، ومجموعة من القلالي لسكن الرهبان وشجرة مار أفرام السرياني.
- دير الأنبا بيشوي
يقع إلى جوار دير السريان، كما يبعد نحو 10 كم عن دير أبو مقار، وينسب إلى القديس "الأنبا بيشوي" الذي كان تلميذًا للقديس مكاريوس، أحد زعماء النسك في الوادي. ويرجع إنشاء الدير إلى أواخر القرن الرابع الميلادي، كما أعيد بناؤه نحو عام 840م. ويضم الدير مجموعة من الأبنية تشمل خمس كنائس؛ منها كنيسة الأنبا بيشوي وكنيسة البابا بنيامين الثاني، وكنيسة الشهيد أبسخيرون والمعمودية، وكنيسة مارجرجس، أما الركن البحري الغربي من المبنى فيه حجرات ومخازن استغلت للميرون، وغرب الكنيسة الكبرى وملحقاتها توجد المائدة المستديرة بقبابها الخمس. كما يضم الدير حصنًا ضخمًا يتكون من ثلاثة طوابق به مجموعة من الحجرات المتعددة وكنيستان.
- دير البراموس
يقع في الطرف الشمالي الغربي من وادي النطرون على مساحة نحو 14 كم إلى الغرب من الطريق الصحراوي "القاهرة- الإسكندرية"، ويرجع تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي، وترجع تسميته باسم دير السيدة العذراء "برموس" نسبة إلى تسمية الكنيسة الأثرية على اسم السيدة العذراء التي يرجع تاريخ بنائها إلى زمن القديس مكاريوس؛ حيث تكونت أول مجموعة رهبانية في منطقة وادي النطرون.
ويضم الدير عدة معالم؛ منها الكنيسة الأثرية وسميت على اسم السيدة العذراء، وتعتبر من أقدم الكنائس بوادي النطرون، كما أنها تتبع التخطيط البازيليكي الذي يتكون من ثلاثة أقسام؛ هي الصحن والخورس والهياكل، التي تتضمن عناصر معمارية وفنية متنوعة، كالإنبل وحوض اللقان ويزين حوائط الصحن مجموعة من الرسومات الجدارية؛ أهمها تصوير البشارة والميلاد ودخول أورشليم، وأهم أحداث حياة السيد المسيح. كما تضم مائدة وحصناً ومكتبة ثمينة تحتوي على مجموعة كبيرة من المخطوطات والكتب بلغات قديمة مختلفة.
يشتمل الدير على رفات القديسين مكسيموس ودماديوس، وأيضًا رفات اثنين من مشاهير الرهبان الأوائل؛ هما الأنبا موسى الأسود والقس إيسوذوروس.
جدير بالذكر أن الوزارة ممثلة في الهيئة كانت قد أطلقت في شهر أكتوبر الماضي جولة افتراضية لمنطقة جبل الطير بمحافظة المنيا، والذي يعد إحدى النقاط المهمة بمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر.